سهوب بغدادي
يقال «في الحركة بركة» سواء بممارسة الرياضة أم المشي، ويظن الشخص أنه كلما زاد حدة النشاط البدني زادت فائدته للجسم، وذلك غير صحيح، فماذا لو قلت لك إن هناك رياضة بطيئة, بل ستلمس الفارق من أول مرة, أليس ذلك عظيماً؟ عن طريق المصادفة سمعت عن رياضة التاي تشي وهي صينية الأصل، ويطلق عليها اسم التأمل المتحرك لأنها تجمع بين الحركة والتأمل، بحسب أول ماستر في التاي تشي أمة الله باحاذق وهي كبير مدربي تاي تشي على مستوى الشرق الأوسط.
إن التأمل كعملية صعب للغاية إذا طبق وحده لأن الشخص قد يتشتت و يبحر في التفكير في أمور كثيرة بمعزل عن التأمل المطلوب، ففي رياضة التاي تشي يعد التركيز على التوازن والحركة عاملين أساسيين للتأمل والتركيز بشكل عام، كما تعد هذه الرياضة إحدى وسائل الطب التكميلي، وقد تجد قسماً مخصصاً لها في بعض المستشفيات السعودية، بهدف إعادة تأهيل المرضى والمصابين، بالتأكيد بالتوافق مع الطب التقليدي والعلاج الطبيعي، وحكت لي المدربة عن بعض الحالات المصابة بمرض باركينسون، وكيفية تحسنها من أول جلسة، لأن الرياضة تعتمد على المقاومة المنخفضة مثل رياضة السباحة.
حقاً إن هذه الرياضة بحر فهناك أفرع وتفاصيل لكل داء على سبيل المثال لمرضى السكري، أو الأطفال، وكبار السن، كما يوجد تاي تشي للموظفين في مقر العمل، فيتمكن الموظف خلال ساعات عمله وعلى مكتبه أن يمارس هذه الرياضة دون الحاجة إلى مساحة كبيرة، وأرى أن هذه الأمور تدخل ضمن إطار تحسين جودة الحياة المنطلقة من أساسات رؤية المملكة الطموحة 2030، إذا تم تفعيلها في المؤسسات وأماكن العمل، لتصبح هذه الرياضة بارزة في الأحياء ويستفيد منها الكبار قبل الصغار.