د.نايف الحمد
طغت أحداث ديربي الرياض بين الهلال والشباب يوم الجمعة الماضي على الساحة الرياضية السعودية وكانت كل عناوينها تصب حول ما أعتبره كثيرون كارثة تحكيمية ارتكبها حكم المباراة ماجد الشمراني وحكم الـ VAR عبدالله الشهري.
التعليقات لم تتوقف، صاحبها دهشة كبيرة من وسائل إعلام عربية وعالمية تحدثت عن قانون كرة قدم مختلف يطبق في السعودية! أما الهلاليون فأبدوا قناعتهم التامة أن النتيجة سُلبت منهم بدمٍ بارد في الشهر الفضيل!
المباراة كانت تسير بشكل اعتيادي حتى بدأت الأحداث بسقوط مهاجم الهلال ميشايل في الدقيقة 51 داخل منطقة الجزاء على إثر دعس واضح فاضح لا يختلف عليه حكمان بضرورة منح الهلال ضربة جزاء وإنذار لاعب الشباب جوانكا؛ وكان الجميع ينتظر اتخاذ هذا القرار أو الرجوع للـVAR لمراجعة اللقطة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث!
من هذه الهجمة سجل الشباب الهدف الأول، ثم أضاف الثاني من كرة سبقها لمسة يد وخطأ صريح على لاعب الشباب ما أدى إلى خسارة الهلال المباراة وتضاؤل حظوظه كثيراً في المنافسة على بطولة الدوري.
هذه الأحداث أخرجت الرجل الوقور المدير التنفيذي للنادي فهد المفرج عن صمته ليبدي استغرابه مما حدث من حكم المباراة ويشير لعلامات استفهام كبيرة وما إذا كان الهدف هو إخراج الهلال من المنافسة؟ موضحاً أن ما يثار حول استشارة الهلال في جدولة مبارياته لم يحدث، ما تسبب بضغط وإرهاق كبيرين للفريق.
بعض الأنباء تحدثت عن تأييد رئيس لجنه الحكام وكذلك رئيس دائرة التحكيم الأجنبيين لقرار الحكم في وقت أقر فيه كل من سمعت لهم من حكام سعوديين وأجانب أن الحكم تغافل عن ضربة جزاء صريحة؛ ولم أسمع حكماً أيد قرار الحكم غيرهما! وهذه لعمري طامة كبرى كفيلة بنسف كل الجهود التي تُبذل لتطوير التحكيم بل ستؤثر بشكل سلبي في المستقبل على مسيرة الحكام وواجب الاتحاد السعودي حماية الكرة السعودية، ولو عُرضت هذه اللقطة على حكام أجانب دوليين لافتضح أمرهم.. كما أنهما لم يقدما أي عمل يذكر، بل قادا التحكيم لأسوأ مستوياته وكأن وظيفتهما تقتصر على تبرير أخطاء الحكام.
في الحقيقة أن ما يحدث للهلال أمر غريب ومعيب لفريق يقدم للكرة السعودية أعظم خدمة ويدفع الضريبة بهذه الطريقة! ويبدو أن نداءات العقلاء ممن يحرصون على سمعة ومكانة الكرة السعودية وأسم الوطن لم تؤت أكلها ولا نعلم إلى أين تتجه الكرة في المملكة العربية السعودية.
نقطة آخر السطر
أعتقد أن الخيار الأسلم للهلال هو التركيز على نهائي دوري الأبطال في 29 من أبريل الجاري، مع دعوات جماهير الهلال ألا تتكرر المأساة التي حدثت من نشيمورا وأعوانه في نهائي 2014م.
إن خسر الموج الأزرق بطولة محلية فهو قادر على تعويض جماهيره ببطولة قارية.. وستظل راياته الزرقاء ترفرف في سماء المجد لتكتب ملحمة أخرى في سجل ملاحمه البطولية.