وقعت عيني وأنا أتصفح موسوعة (قوقل) على هذا الاسم الناعم (الجمعية السعودية للذوق العام) ومن باب الفضول المباح ولجت في أسبارها ودهاليزها وقرأت أهدافها.. فعرفت أني أمام جمعية وليدة ووحيدة لكن يشع منها الصفاء والنقاء.. فهي تحارب وتجاهد جهاداً اجتماعياً.. بالكلمة الحسنة والدعوة الناعمة والمشهد التوعوي والمحاضرة النيرة.. لا تقول كفى ولكن يستمر العطاء.
الجمعية السعودية للذوق العام يقولون: (خدماتنا نسعى بها لإيجاد بيئة مجتمعية تمتاز بالذوق العام في جميع جوانب الحياة) فهي جمعية أهلية تعمل على تعزيز القيم الإسلامية والمعايير الاجتماعية السعودية برئاسة فخرية من سمو أمير المنطقة الشرقية.
جمعية صديقة للجميع اسمها المختصر (ذوق) تحاول بذوق رفيع أن تقترب من قلوب الأهالي والمقيمين لتشعرهم برسالتها وهدفها العظيم من خلال (معارض تعريفية) وبرامج متنوعة وعقد شراكات مجتمعية مع أندية رياضية ومرافق تعليمية وتعاون مع جمعيات المنطقة المختلفة والجهات الحكومية.. بل ذهبت إلى أكثر من ذلك إطلاق فكرة ومبادرة (وطن الذوق).
إن الإدارات التي تطوعت للعمل بالجمعية ولادة لكل فكرة معززه ومن الأفكار الأخيرة تدشين (سفراء الذوق) والذي يأتي بالشراكة مع برنامج قياس وتحقيق رضا المستفيدين من الأجهزة الحكومية بالمنطقة.. سعياً لتطوير منهجيات وأساليب تقديم الخدمات للمستهدفين وذلك بعد اختيار (سفراء الذوق) وفق معايير عالية ومن ثم تدريبهم وصقلهم.
بدأت الجمعية في شعارات براقة (لا تكتب.. لا تبصق.. لا تكتب.. احترم الطابور) والمقصود لا ترم أي حاجة في الشارع أو الحديقة أو الميدان.. ولكن ضعها في المكان المخصص.. وكذلك لا تبصق أمام الآخرين لأنك خالفت الذوق العام.. ولا تكتب على جدران المدارس والمنازل والمساجد وغيرها ولا تعبث بها.. لما في ذلك من التشوه البصري والحضاري أما تجاوز الطابور (الصف) في الترتيب لاستقبال خدمة على حساب الآخرين فهو كسر للذوق العام.
وأحببت أن أعرج على بعض لائحة الذوق العام المصنفة مخالفات قد تستدعي الغرامة أو العقوبة ومنها ما يخص الملابس الخادشة للحياء أو تحمل عبارات عنصرية وتوزيع المنشورات التجارية بالأماكن العامة دون ترخيص وإشعال النار في الحدائق بغير الأماكن المسموح بها.. وإطلاق ألفاظ فيها أذية للآخرين أو بقصد تخويفهم واستخدام إضاءة مزعجة كالليزر.. تصوير الناس بدون إذن أو تصوير الحوادث العامة.. الوقوف في أماكن ذوي الاحتياجات الخاصة..
انطلاق هذه الجمعية وتدشينها خطوة إيجابية لصناعة مجتمع مهذب وراق.. ويمارس فن التعامل واحترام مشاعر الآخر.. وتسهم في تهذيب السلوك العام لا سيما في التجمعات البشرية.. ومجتمعنا السعودي حمداً لله بوجه عام يحمل ثقافة الذوق العام.. لكن قلة قد يلوثوا صفاء المجتمع ونقائه.. لتأتي هذه الجمعية المباركة لتجبر الكسر وتنشر الوعي وترتقي بالذوق العام ليصبح سلوك الجميع.. في الختام آمل أن تُستنسخ هذه الجمعية في جميع المناطق وتصبح مناطقنا شعارها الذوق العام (سلوكنا الأول).