مُهَجُ الكِرامِ إِلى الكِرامِ نُزوعُها
وَتَحِنُّ دَوْماً لِلأُصولِ فُروعُها
مِثْلُ النَّدى وَالطَّلِّ فاحَ عَبيرُها
وإِلى السَّحابِ الماطِراتِ رُجوعُها
فَتُصيبُ صَحراء القُلوبِ بِغَيثِها
وَيجيءُ مِنْ بَعدِ الغِيابِ رَبيعُها
إِنَّ الجَزيرةَ بِابْنِ سَلمانٍ غَدَتْ
شَمْساً كَما كانَتْ وَكانَ طُلوعُها
حِصنَ العُروبَةِ والشَّريعَةِ، وَالنُّهى
والعَدلُ والحَزمُ العَظيمُ دُروعُها
وَإِذا الأَعاديْ أَزبَدَتْ أَو أَرعَدَتْ
ما أَرهَبَتْ ظُفْرَ الأَميرِ جُموعُها
ما طأْطَأَتْ فيها الكِرامُ رُؤوسَها
حاشَا لِغيرِ اللهِ كانَ خُضوعُها
إِنَّ الرُّجولةَ أُشرِبَتْ فيْ صَدرِهِ
فإذا بِها مِثلُ الجِبالِ زُروعُها
وَرِثَ المَكارِمَ مِنْ أَبيْهِ وَجَدِّهِ
وَبِهِ المَكارِمُ يَسْتَفيضُ سُطُوعُها
يا ابْنَ الّذينَ بِعَزمِهمْ هذيْ البِلا
دُ تَجَمَّعَتْ أَبناؤُها وَرُبوعُها
وَتَوَحَّدوا في رايَةٍ تَسْمو إِذْ التَّـ
ـوْحيدُ فيها رَسْمُها وَمَنيعُها
نَجْدٌ تُعانِقُ في الحِجازِ جِبالَها
تَحنو على البَيْت الحَرامِ ضُلوعُها
وَسِعَتْ صُدورُ مُلوكِها وَقُلوبُهُمْ
ما قَد يَضيْقُ مِنَ الفَلاةِ وَسيعُها
يا ابْنَ المُلوكِ الغارسينَ جُذورَهم
مَجْداً وَتعلو في السَّماءِ جُذوعُها
هذيْ بلادُ العُربِ فَرَّقَها العِدا
زادَتْ على حَدِّ الخَيالِ صُدوعُها
وَالقُدسُ أَظلمَ لَيلُها ونَهارُها
فمَتى تُضَاءُ على يَديْكَ شُموعُها
وحرائِرٌ تَبكيْ الأَسىْ في جَوْفِها
تَجريْ على سَفحِ الخُدودِ دُموعُها
وَالنَّاسُ تَرجو لِلعُروبَةِ عَوْدَةً
مِنْ حَيثُ كانَ مُطَهَّراً يَنْبوعُها
آمالُها وَرَجاؤُها وَمُرادُها
حَضَرَتْ مَعيْ تَرنو إِليْكَ جَميْعُها
وَإِذا الرِّجالُ بِعَزمِها قَد آمَنَتْ
لا شَكَّ أَنَّ المُستَحيْلَ يُطيْعُها
** **
- شعر/ محمد المجالي