م. بدر بن ناصر الحمدان
في ردهات المُدن، تُثيرني «التفاصيل المُهملة»، تلك الأماكن التي تشبهني، لا يَمُرُّ بها أحد سواي، وأولئك الذين أبحث عنهم، ويبحثون عني.
* * *
لازلت أعشق السير وحيداً، والتحديق بالمسافات التي لم تأتِ بعد، تستوقفني الشوارع التي تلفّها العتمة، والجسور التي لا يعبرها أحد، وما تبقى من أحاديث تركها الناس على حافة مرسى.
* * *
تعودت ألا أنظر لخطوات مشيتها، ولا إلى لحظات غادرتني، لطالما بحثت عني، بين أروقة المُدن، وفي عيون طفلة جميلة، وعلى أعتاب الأمس، ولم أجدني.
* * *
أنا والمدن، والمساء الغارق، تفاصيل رواية لم يقرأها أحد، كُتبت على ضِفَّةُ نهر جاف، لم يجرِ يوماً، حاولت أن أعبر الى جانبه الآخر، وتوقفت، وها أنا هنا على سبيل الانتظار.
* * *
قررت منذ زمن، أن أدفن ذلك «الثائر» الذي بداخلي، فما عاد يحتمل النزال، ولا «الخيارات الفائضة»، أجدني مرغماً على العيش ساكناً، وما أدراك، علّني أعود يوماً، أو قد لا أعود..!