عبد الله سليمان الطليان
صار واقع التصوير لأي حدث أو موقف في وقتنا الحاضر ونشره عبر قنوات التواصل الاجتماعي يأخذ جانبًا إيجابيًا وآخر سلبيًا، في حالنا اليوم أننا أصبحنا اليوم أمام شخص يمتهن فن التمثيل يقوم بأدوار عدة ومختلفة، يجسد أحيانًا شخصية ما في مسلسل أو فيلم بشكل جاد ومتقن، بحسب الرواية التي يمكن أن تكون حقيقية ذات بعد إنساني في أحداثها أحياناً أو عكس ذلك، أي أنها خارجة عن المألوف وفيها مبالغة كبيرة هدفها تغيير فكر أو تحقيق مصلحة ذاتية فردية أو جماعية، فتجعلنا في حيرة أحياناً وصعوبة في الوصول إلى الحقيقة، فالصورة تنقل الحدث ويتلقاه ملايين الناس بسرعة مع اختلاف ثقافتهم ومستوى تعليمهم وبين من هو من الخاصة أو العامة، فيتناقلونه أحياناً في درجات مختلفة من المعرفة الواضحة بحقيقة الحدث بشكل تام، ودقة التقييم التي تبقى لدى البعض الذي لا ينجرف في تهور دون وتأنٍ مع التمحيص والتدقيق، في غموض والتباس وعدم التصديق أحياناً، لأن هناك خدعًا وفبركة منتشرة على نحو كبير.
نأتي لمسألة الخصوصية التي هي من المسائل الحاسة ومن الواجب أنها لا تنتهك عبر التصوير، ولكن يوجد هناك احتراز يجب أن يؤخذ في الاعتبار لكي يكون وقاية وردعًا وتحقيق مصلحة أمنية في المقام الأول، وهذا أقره مجلس الوزراء وكلف وزارة الداخلية في تنفيذه، وهو يشمل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، والمنشآت النفطية والبتروكيماوية، ومنشآت توليد الطاقة وتحلية المياه، ومرافق الإيواء السياحي، والمجمعات التجارية ومراكز التسويق، والمؤسسات المالية والبنوك ومراكز الصرافة وتحويل الأموال، والمباني السكنية، والمسجد الحرام والمسجد النبوي، والمساجد والجوامع، والأندية الرياضية والملاعب، والمنشآت العامة والخاصة والثقافية ومراكز الشباب، والمنشآت الترفيهية العامة والخاصة، والمنشآت الصحية العامة والخاصة، والمستشفيات والعيادات، والمستودعات التجارية، والطرق الرئيسية وتقاطعاتها داخل المدن، والطرق السريعة التي تربط المدن والمحافظات، ومحطات التزود بالوقود وأماكن بيع الغاز، والمنشآت التعليمية العامة والخاصة، والمنشآت التي تقدم خدمات غذائية، ووسائل النقل العام، وأماكن إقامة الفعاليات والمهرجانات، وأماكن الأنشطة الاقتصادية والتجارية، والمتاحف العامة والخاصة، والمواقع التاريخية والتراثية المُعَدة لاستقبال الزوار.
يستثنى من هذا غرف الكشف الطبي والتنويم، وغرف العلاج الطبيعي، وغرف تبديل الملابس، ودورات المياه، والصالونات والأندية النسائية، والوحدات السكنية في مرافق الإيواء السياحي، وغرف إجراء العمليات والأماكن الخاصة. من خلال تلك الكاميرات المعتمدة سوف تنقل الصورة الحقيقية البعيدة عن الكيد والاستغلال.