من غير العدل والإنصاف الإشارة إلى برنامج من الصفر دون الإشادة به، ولما يعرضه عن قامات وطنية أبدعت في مجال أعمالها سواء على المستوى الحكومي أو الاجتماعي أو انطلاق على مستوى القطاع الخاص، نعرف تلك الشخصيات أو بعض منها لكن ما نعرفه إلا قليل القليل وعبر هذا البرنامج وما يقدمه للمشاهدين نبراسا للنجاح وطموح بلا حدود.
الأستاذ أحمد عواد العمر إحدى أيقونات هذا البرنامج في تجربته الفريدة ونجاحه في قيادة كبرى شركات البترول في المنطقة وفي زمن عصفت فيه أحداث جسام ولا يمكن المرور واجتياز تلك مخاطر الزمان والمكان إلا بقيادة عالية عرف كيف تقود السفينة إلى بر الأمان تحافظ على أهم مفاصل تلك الشركة العينية من خزانات وآبار والمنقولة أجهزة ومن وثائق ومعلومات لما لها من أهمية كبرى وبعد هذه خطوة تلك مغامرة الصحراء وكيف حافظ على سلامة عامليه.. النجاح المحفوف بالمخاطر كان الأستاذ العمر يدركه جيداً وواجهه بالعزيمة والإصرار إلى أن تربع على كرسي قيادة الشركة محققا بذلك طموحه الشخصي وأحلامه بكفاءته وبأن يكون مختلفا في زمن لم تكون فيه الطموحات واسعة الأبواب وذلك ما أشار إليه الأستاذ أحمد العمر من قسوة الحياة في أسرته والبيئة التي يعيش فيها ومع كل ذلك لم تمنعه تلك الظروف عن التفكير بما هو مختلف في تلك الملحمة..
وفي واقعية الواثق لم يستنكر العمر عن تفصيل كل الظروف التي تحيط به، شاب يحلم وكافح من أجل تحقيق هذا الحلم ومما أسعدني فيه وفي ذلك اللقاء امتنان واعتزاز العمر في أسرته ووالدته بالذات لم يحاول (كما فعل غيره) حيال الإقلال من قيمة المجتمع الذي كان يعيش فيه لتسجيل ما يمكن أن يكون فريدا بقدراته ومواهبه الخاصة على سلم الدعاية والإعلام. في حين أن تلك البيئة أخرجت الوزراء والأطباء والقادة العسكريين والسفراء والمهندسين وأساتذة الجامعات كل بحسب اجتهاده وإخلاصه في خدمة الوطن، بذلوا هذا العطاء.
وفي خضم هذا النجاح لم يستنكف العمر توصيف تلك البيئة الطبيعية من أسرته ومن حوله حيث الطريق شاق وصعب. لا أتحدث عن العمر بحكم معرفه ولا من منطلقات مناطقية لكن تجربته لابد أن تكون نبراساً للشباب وشاباتنا لرسم خطوة النجاح التي لن تكون مفروشة بالورود ولا في الدفع والاسناد من قريب أو صديق.
قيادة هذه البلاد أعزها الله فتحت كل المجالات للإبداع وتحقيق الطموحات في كافة المجالات نعم هي التحديات لكن العزيمة والإصرار عجلات السير إلى قمم النجاح.
في الختام وأنا على يقين أن مثل هذه الكفاءات الوطنية لن تكون غائبة عن المشهد الوطني ولما لهذه التجربة من دافع للأجيال الشابة والاستفادة منها في ظل الحراك الوطني الصناعي والتقني ومن خلال المنشآت الوطنية الطموحة التي رسختها في أرض الواقع رؤية المملكة 2030 التي يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين ويقود تنفيذها بطموح منقطع النظير سمو ولي العهد - حفظهما الله.