د.عبدالعزيز بن سعود العمر
عندما يتخرج المعلم من كليته التربوية يكون حينها مهيأً فقط ليخطو خطواته الأولى في عالم التربية والتعليم، ومع مرور الوقت يكتشف هذا المعلم أنه غير قادر على معالجة ومواجهة بعض مستجدات وتحديات مهنته، ولو استمر هذا الأمر دون معالجة فقد يصل الأمر بالمعلم إلى ما يسمى الاحتراق المهني، حيث يبدأ عندئذ يقل عطاؤه، ويصيبه إنهاك نفسي وجسدي، وقد يشعر بالملل من مهنته ويفكر بالخروج منها إلى أي مهنة أخرى، الحل في مثل هذه الظروف يكون الحل في انخراط المعلم في برامج تدريب نوعية مصممة لاحتياجاته المهنية. لكن للأسف أظهرت بعض الملاحظات والدراسات التربوية أن المعلمين لا يستفيدون من برامج تدريبهم، أي أنهم لا يوظفون ما يفترض أن يكونوا قد اكتسبوه من برامج تدريبهم لحل ما يواجهونه من مشكلات داخل فصولهم، بل إن هناك مقولة تعبر عن هذه الحالة مضمونها أن المعلمين عندما يهموا بدخول فصولهم يتركون ما أكسبهم التدريب من مهارات عند عتبة باب الفصل، وهنا يبرز السؤال الكبير: لماذا لا يظهر أثر تدريب المعلمين على أدائهم داخل فصولهم، إذا لم يظهر أثر تدريب المعلمين على أدائهم داخل فصولهم وعلى إنجازات طلابهم، فقد ذهبت ميزانية التدريب هباءً منثوراً، في مقال قادم سنناقش كيف نجعل التدريب يخدم المعلمين في فصولهم.