د.سماح ضاوي العصيمي
أُعلن في وقت لاحق انضمام المملكة العربية السعودية إلى (منظمة شنغهاي SCO) كشريك حوار، وتعد هذه الشراكة ضمن مستهدفات أصيلة للرؤية السعودية في تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والثقافية والإنسانية بين السعودية وأعضائها على رأسهم الصين وروسيا.
ولعل أهداف (SCO) الفاعلة هي تعزيز سياسة الثقة وسُبل مكافحة الجريمة ومحاربة الإرهاب والحركات الانفصالية التي تقوّض الأمن المجتمعي والفكري والعرقي، وتوفير أسس السلام والاستقرار بين الدول والقضاء على المخاوف الأمنية وتجفيف منابعها.
وبما أن السعودية من أوائل الدول الداعمة للسلم العالمي ومكافحة الإرهاب بأنواعه واستشرافها لمستقبل بعض الحركات والأحزاب المتطرفة وخبرتها الميدانية في مكافحتها، قد يعزز ذلك في تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة ما يهدد السلام والاستقرار الإقليمي للدول الأعضاء.
أما التعاون الاقتصادي لـ(SCO) المتمثل في التجارة الحرة في منظمة شنغهاي للتعاون، خاصة في المشاريع الضخمة للطاقة بما فيها النفط والغاز وعمليات التنقيب، واتفاقيات الاستفادة المشتركة للموارد الطبيعية الحيوية، إضافة لاتفاقية إنشاء اتحاد تنظيمي للبنوك المشتركة Consortium SCO Interbank لتمويل المشاريع المتفق عليها والمشاريع المستقبلية. وكذلك المجال الثقافي المتمثل في اجتماعات وزراء الثقافة للمنظمة للتعاون في عقد معارض الفنون والمهرجانات الثقافية المتنوعة وتفعيل المشتركات الثقافية الخادمة للدول الأعضاء والشعوب عامة.
فالانضمام السعودي كشريك حواري للمنظمة يتطلع في توظيف المكتسبات المتوقعة والاستفادة منها، وتعزيز الثقل السعودي الإقليمي والدولي في المجالات المتنوعة والتأكيد على التطلع السعودي في كل ما من شأنه أن يخدم شعوب الأرض ومشتركاتها الإنسانية، وأولوية التعايش لبناء حضارة إنسانية وتعاون قائم على الاحترام والاستثمار.