د. إبراهيم بن جلال فضلون
العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، يبدو أنها وصلت إلى مرحلة «لن أرتدي جلباب أمي»، بعد الأحداث الأخيرة وتداعياتها الدولية السياسية ولاسيما الداخلية بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد وهُزمت فيها الحكومة الحالية الإسرائيلية، ليكون موقف واشنطن من نتنياهو واضحا، وكأن واشنطن هي أول من يقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي: ارحل؛ حيث ليس سراً أن إدارة بايدن لا تحبذ التعامل مع نتنياهو، الذي رد بعنجهية الطفل العاق على بايدن: «إسرائيل دولة ذات سيادة، تُصدر قراراتها عن إرادة شعبها، ولا تستند إلى ضغوط من الخارج، حتى عندما تأتي من أفضل أصدقائها «، ولنرى رفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لتدخل بايدن في الشؤون الإسرائيلية، قائلاً: «على الأمريكيين أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة وليست نجمة إضافية في علم الولايات المتحدة».. وذلك لأنه حصل من نتنياهو على وعد مشين: بإنشاء ميليشيا تعمل تحت إمرته.
وهنا السؤال المُلح: كيف ستتعامل واشنطن مع المنطقة دون تحالفات صلبة، خسرتها في عهد الرئيس بايدن؟!.. فعلاقة أمريكا ليست على أكمل وجه مع دول الخليج منذ قرار أوبك بخفض الإنتاج، ولا هي بالقريبة من مصر، وتركيا وصارت عدوة للعراقيين بعد حجة النووي العراقي وتدميرها بالغزو الأمريكي للآن، ويكفي أنها وفق بيان وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن»، إن إيران ومليشياتها استهدفوا المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط أكثر من 83 مرة، في عهد بايدن، الذي لم يرد على تلك الهجمات إلا بأربع ضربات فقط.
يزيد الوضع خطراً لها هذا الخلاف مع نتنياهو، والأوضاع الداخلية الإسرائيلية.. حيثُ عبر بوضوح الرئيس الأمريكي أن حكومة إسرائيل غير قادرة على مواصلة هذا المسار، قائلاً بشأن نص القانون: «آمل أن يتخلوا عنه»، وقد وصف غانتس تعليقات بايدن بأنها «صرخة استيقاظ»، واصفاً تخريب العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة بأنه أشبه «بهجوم إرهابي استراتيجي».
بالفعل تم تجميد العمل به، بقرار وقف مشروع الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي قسم البلاد، وقابله شكوك من قبل المتظاهرين وكذلك عدد من المعلقين السياسيين.. بل وأدى لوقوف جنود الاحتياط بل وعدد من الجيش في صف الثورة اليهودية بأكبر حركات التعبئة الشعبية في البلاد. ولا يدرك كثير منا أن للسياسة الخارجية الأمريكية أسبابا في دعم «أعمى، غير المحدود» لإسرائيل منذ نشأتها قبل 70 عاماً. لما بينهما من تحالفات قائمة على المصالح الإستراتيجية، ودور اللوبي وجماعات اليهود الأمريكيين، إضافةً إلى الترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية، حيث كشفت استطلاعات للرأي تجريها مؤسسة غالوب سنويًا منذ 1975 أن شعبية إسرائيل تزيد على شعبية الرؤساء الأمريكيين.. فزادت أوائل 2021 شعبية إسرائيل بـ 75%، وهي ثاني أعلى نسبة بعد نسبة 79% المسجلة في عام 1991 بعد حرب الخليج.. بل وتزيد بين الأمريكيين هذا العام على نسبة تأييد الأمريكيين للرئيس جو بايدن وبلغت 53% مقابل معارضة 43% طبقا لاستطلاع أجرته شبكة (CNN) على 1044 أميريكيا بين 21 و25 من أبريل الماضي.. وعلى الرغم من قوة الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، إلا أنها صنعت بسياساتها بعض الأصوات لمعارضة إسرائيل وصلت للانقسام الداخلي الحالي.. إذاً من سيخلع جلباب من أولاً؟!. الولد أم الأم؟!!.