الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أظهرت نتائج دراسة حديثة على أن المنح الدراسية السعودية وسيلة عظيمة لتبليغ رسالة الإسلام الخالدة، وقد أعطت ثمارها في مشارق الأرض ومغاربها، وتجاوز عدد الخريجين الدوليين في الجامعات السعودية مئة ألف خريج، وأن للجامعة الإسلامية القدح المعلى في المنح الدراسية، حيث حققت رقماً قياسياً عالمياً في تنوع عدد الجنسيات داخل القاعات الدراسية؛ إذ بلغت أكثر من مئة وسبعين جنسية من جميع أنحاء العالم.
وكشفت الدراسة العلمية المعنونة بـ»المنح الدراسية السعودية لطلاب الهند وآثارها على أرض الواقع» للباحث د. محمد يوسف حافظ أبوطلحه عضو هيئة التدريس بالجامعة المحمدية في الهند، كشفت أن الهند رابع أكبر دولة بعد إندونيسيا واليمن وباكستان من حيث عدد المنح والخريجين في الجامعة الإسلامية، فقد بلغ حسب إحصائية شعبان 1444هـ - مارس-2023م- عدد الخريجين من طلاب الهند ألفين ومئة وخمسة وستين طالباً، وأن الطلاب الهنود الذين حصلوا على المنح الدراسية في الجامعات السعودية وتخرجوا فيها تنوعت جهودهم في مجالات متعددة، وجلها تنصب في نشر الدين الصحيح النقي المستمد من الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، ولاسيما تصحيح أو تحصين الأمة من البدع والخرافات، وترتكز هذه الجهود في خمسة عشر مجالاً، وهي: تأسيس المعاهد والجامعات الإسلامية الأهلية بالهند، وإدارة الجمعيات والجامعات، والكليات، والمعاهد، وتنقيح المناهج الدراسية في المدارس والجامعات الهندية وتطويرها،
والتدريس، والدعوة والإرشاد، والإفتاء، والتأليف، وتحقيق التراث الإسلامي، والترجمة، وتأسيس المجلات وإدارتها، والتعريف بالدعوة السلفية النجدية والدولة السعودية والدفاع عنهما، ونشر اللغة العربية، وإيصال أمهات المصادر والكتب إلى أكثر مناطق الهند، وطباعة الكتب الدينية ونشرها، والإسهام في الأعمال الخيرية وهذه المجالات تحتمل الزيادة بعد إمعان النظر والدراسة، مشيرة إلى أنه أصبح وجود خريج الجامعات السعودية في المؤسسات التعليمية والدعوية والبحثية رمزاً على جودة المستوى فيها غالباً.
وأوصت الدراسة بضرورة أن تعيد الجامعات السعودية نظام عقد الدورات التدريبية - كسابقتها في الهند وغيرها من البلدان التي توقفت فيها الدورات؛ فإن فيها خيراً كثيراً، وبها يتيسر انتقاء الطلاب المتميزين للقبول على المنح الدراسية، وحينئذ تعطي الجهود أحلى ثمارها، حيث إن الإجراءات الإلكترونية المعمول بها في الجامعات حالياً مقام الدورات التدريبية أبداً، وأن تقوم عمادات الخريجين في الجامعات السعودية لاسيما الجامعة الإسلامية بإحصاء الإنجازات البارزة التي يقوم بها الخريجون الدوليون في مختلف دول العالم، لأنها مقياس النجاح، وبها يثلج صدور القائمين عليها، ويتشجع الآخرون، ويسهل الوقوف على مواضع الخلل حتى يمكن تفاديها في المستقبل.
وطالبت الدراسة أن تُكوّن جمعية خريجي الجامعات السعودية في دول متعددة،
لاسيما في تلك الدول التي يكثر فيها الخريجون بغاية من الشفافية في الأهداف والأنظمة، مع الالتزام التام بأنظمة الدولة التي تقام فيها الجمعية، وأن يُعقد ملتقى خريجي الدولة الواحدة في البلد نفسه في كل عامين على الأقل، وأن يعقد ملتقى الخريجين من دول مختلفة في الجامعة نفسها في كل خمسة أعوام على الأقل، وبهذا يتم تبادل الخبرات وتنمية القدرات.