سلطان مصلح مسلط الحارثي
يعتبر النجم الكبير سلمان الفرج واحداً من ألمع نجوم عصره، بل البعض يعتبره النجم الأول في كرة القدم السعودية، ولا ينازعه على ذلك سوى زميله سالم الدوسري، ولكن الإصابات التي توالت على الفرج، أصبحت تحد من وجوده داخل المستطيل الأخضر، ومع تقدمه في العمر، قل تأثيره على فريق الهلال بشكل كبير، حيث أصبح يغيب عن الفريق بسبب الإصابات أكثر مما يحضر، وفي الوقت نفسه، إن حضر بكامل عافيته، كان تأثيره قوياً، ولكن متى يحضر بكامل عافيته؟ هي مباريات قليلة في المواسم الأخيرة، فهل أصبح وجود الفرج لا يمثِّل أهمية على خارطة الفريق الهلالي؟
هذا السؤال، يحتاج لمختصين وقريبين للنادي حتى يكون الحكم قاطعاً، ولكن نحن من خلال مشاهدتنا، ومن خلال أرقامه في المواسم الأخيرة، نرى أن سلمان الفرج غياباته كثيرة، وتراجع مستواه الفني كثيراً، وبما أنه وصل لمرحلة عمرية تعتبر كبيرة بحسب أعمار اللاعبين، يفترض أن يتم الإحلال في مركزه، سواء بلاعب محلي مثل النجم الشاب مصعب الجوير، الذي على المستوى الشخصي أتمنى أن يمنح المزيد من الفرص خلال هذا الموسم، أو استقطاب لاعب أجنبي، يكون له نفس التأثير على الفريق، ويكون «قائداً» للوسط الهلالي، ومركز ثقل تستطيع الرهان عليه، مع استمرار الفرج حتى نهاية عقده الذي ينتهي الموسم المقبل، فوجود الفرج كـ»قائد» للفريق، بعيداً عن مستواه الفني، لا شك أنه مفيد للفريق الذي يحتاج لقائد بصفات سلمان الفرج.
القوة الزرقاء تغير واقع الجماهير
منذ انطلاق «القوة الزرقاء» في مدرجات نادي الهلال قبل سنتين، والإبداع الجماهيري الأزرق يتجلى في أحلى صوره، حيث كانت الانطلاقة قوية جداً، وكان الحضور وقتها لافتاً للنظر، والتأثير قوياً وملاحظاً، حتى كان للقوة الزرقاء مفعول السحر في تحقيق فريق الهلال للقب الدوري السعودي موسم 2021 وتحقيق لقب دوري أبطال آسيا بنفس الموسم، وتحدث عن تأثير القوة الزرقاء عدد من اللاعبين داخل نادي الهلال، وأشاد فيها كثير من المنتمين للوسط الرياضي، وللأمانة، الفكرة جديدة على الوسط الرياضي، وبنفس الوقت تعتبر جميلة، والأجمل أن التفاعل معها من قبل الجماهير الهلالية كان كبيراً، وأعطت شكلاً مختلفاً للمدرج الهلالي، حيث يُشترط على من ينضم للقوة الزرقاء ارتداء تيشيرت الهلال، وهذا زاد من جمال منظرها، ناهيك عن التفاعل الكبير طوال مجريات المباراة، وتحفيز اللاعبين للاستمرار في تألقهم، حتى إن بعض المعلقين أصبح يلتزم الصمت لبعض الوقت، حتى يستمتع المشاهد من خلف الشاشات بما تقدمه القوة الزرقاء.
هذا الجمال الأخاذ، مع كل أسف لم يستمر طويلاً، وهذا ما لم يتوقعه أحد مطلقاً، فالمفترض أن يكون الموسم الثاني من انطلاق القوة الزرقاء آخذاً في التصاعد، ولكن حدث العكس خلال الموسم الماضي، وتراجعت القوة الزرقاء بشكل كبير، ليس له ما يبرره، وقد تحدثنا عن ذلك التراجع مرات كثيرة، وأشرنا إلى أن هنالك خللاً يجب إصلاحه، وهذا ما تم بالفعل، حيث تم إلغاء التسجيل السابق، وانطلقت القوة الزرقاء بتسجيل جديد، بدأ أعضاؤه من مباراة الخليج يوم السبت الماضي، وكان المنظر وقتها جميلاً جداً، وأعادنا للبدايات الجميلة للقوة الزرقاء، ولعل هذه تكون بداية لعودة توهج تلك القوة التي أثّرت في المشهد الرياضي السعودي، ووصل تأثيرها للاعبي الهلال، والفرق المنافسة له.
تحت السطر
- إصرار النجم الدولي سالم الدوسري على الاستمرار في مباراة المنتخب السعودي الودية الأخيرة رغم إصابته، ومن ثم خروجه مصاباً للمرة الثانية، مما استدعى غيابه عن فريقه 4 جولات، يدل على أن سالم لم يراع نفسه ولم يراع ظروف فريقه الذي يلعب تحت ضغط كبير، ويحتاج لأي لاعب، ولو أن مباراة المنتخب السعودي حاسمة أو حتى رسمية، لأوجدنا له العذر، ولكن المباراة كانت ودية لا تقدم ولا تؤخر، فلماذا غامر سالم وورَّط فريقه المتورِّط بزحمة مباريات مفصلية؟
- استطاع فريق الهلال أن يتجاوز الخليج والفيحاء في مباراتين مؤجلتين من دوري روشن، ليعود للمركز الثالث خلف الاتحاد المتصدر والنصر الوصيف، وتبقى له المهمة الثالثة والأصعب وهي تجاوز مباراة الشباب اليوم الجمعة، وتكمن أهمية هذه المباراة في كونها تقرّب الهلال من الوصيف، بينما لو خسر سيعود للمركز الرابع، ويعود الشباب ثالثاً.
- بعض اللاعبين السابقين لا يصلح للظهور التلفزيوني نهائياً، فظهور بعضهم مخجل بشكل لا يتمناه محبو هذا اللاعب أو ذاك.
- ما زال الاتحاد والنصر يتسابقان نحو صدارة دوري روشن، وكل منهما يسعى للاستمرار في الفوز وكسب النقاط، بينما لا يمكن أن يتجاهلا فريقاً كالهلال، الذي يبدو أن فوزه في المباراتين السابقتين، ترك ردة فعل قوية عند أنصار الاتحاد والنصر.
- مبادرة «خلوها بلو» التي تقوم عليها «مساحة هلالية» بقيادة حسين الرويلي، مبادرة جميلة، حيث تسعى تلك المبادرة لجعل المدرج الهلالي»مرتدياً شعار الهلال» في نهائي دوري أبطال آسيا، والجميل أن تلك المبادرة دعمتها مساحات هلالية أخرى، في تأكيد جديد على أن الهلاليين تشملهم مقولة «رجال على قلب رجال».