الثقافية - مسعدة اليامي:
القراءة إجابتي على شروق الشمس، وسلوان المساء حين حلوله، وهي طريقتي في التعبير عن الرضا، وحيلتي التي أحلق بها بعيدًا عن ندوب الدهر وحيرة الفكر. في كل إلماحة وفكرة يمنح القراءة ضوءًا عن جمال بداياته ونظرته إلى بناء قلعته الأدبية.. ضيف اليوم هو الكاتب القاص عبد الله الصليح.
* كأنهم يطفئون حريقا ((الفكرة)) قوية فكيف توصلت إلى ذلك العنوان المنشق من سياق القصة؟
بداية فإن الإصدار الأول يعد تحديًا على كل الأصعدة بالنسبة إليّ، يشبه العبور عبر نفق لم يسبق المرور من خلاله، فمهما كان يقيني بالضوء المتجسد في آخر هذا النفق إلا أني لا أكف عن التفكير حول ماهية هذا الضوء وما خلفه، كلما تسامت المخيلة في طرح الاحتمالات؛ أصبحت الحاجة لتفكيك العنوان وتركيبه مجددًا ملحّة وحيّة، إلى أن شعرت أنها كالرحى التي تدور دون توقف ما بين الاختيار والتغيير. ومن ناحية أخرى فإن النشر لأول مرّة يمثل رهبة تشبه الإلقاء في محضر الناقدين والمتلقين، الذين بذلوا اكتراثهم ووقتهم وصار حقًا عليّ أن ألامس ذائقتهم تقديرًا لما قدموه من اهتمام ومتابعة، ولا شك أن التفكير بالنشر سبق صدور هذه المجموعة بفترة طويلة، حتى حدث موقف أثار دافعية النشر بطريقة لا يمكن أن تنزاح كأخواتها وتجنح إلى الظل، وهو أني كنت في ضيافة الفنان التشكيلي ناصر الموسى أتحدث حول تحدي النشر، فأخبرني أنه لا يوجد من يرضى عن إصداره الأول، وأن تكرار التفكيك والتركيب ربما يمنع الكاتب من الخلوص إلى القراء والوصول إليهم، وهم دفئ الكتابة وجائزتها، فالفرق بين حالتي ككاتب قبل النشر وبعده تشبه تحولي من منصة المشاهدة إلى مسرح الأداء والتمثيل، الذي ينقل حافز الإبداع إلى بُعدٍ مختلف ومدهش، ويفتق ذهني على صورة جديدة أتعرف على نفسي من خلالها، كأنها لحظة من لحظات الوقوف أمام المرآة، فحتى على سبيل التنامي والتطوير، يُعد النشر وسيلة للوصول إلى النقد بجوانبه الإثرائية، سواء على سبيل التحفيز والتشجيع أو التطوير والتوجيه.
عودة إلى سبب اختياري لعنوان «كأنهم يطفئون حريقًا» والذي جاء لأسباب عدة وليس لواحد فقط، فإلى جانب أنه يعتبر أحد الصور التي اختتمت بها إحدى قصص المجموعة، فإني استصحبت حالة الحيرة التي كان التداول فيها بين خطوة النشر وتأخيرها، وفي تلك الفترة كانت الآراء من المحبين والمقربين تتزايد لأقوم بنشر إصداري الأول، فتصورت أنهم يشعرون بما تتركه عزلة الكاتب وحساسيته التي تغذي نصوصه من عناء، يخففه وجود الرضا والسرور على من يطالع نصوصه، وكأن ذلك يكمل منظومة الأخذ والعطاء، لأن من يكتب فهو يعيش أوقاتًا مختلفة في انفعالاتها، وينظر إلى الأمور بزوايا مختلفة ومتفردة، فقد يفرح لما يُحزن ويحزن لما يُفرح، وقد يمر على الموقف الروتيني والصورة العابرة لكنه يرى المشهد بزاوية مختلفة، فحينما يستطيع التعبير عنها بأحد الفنون الأدبية لا شك أنه بذلك يترجم الحالة الإبداعية في نصوصه، وكأنه يقدم السبب لما جعله ينظر إلى ذلك الأمر بطريقة جمالية أو مختلفة، ومن ذلك أن إلحاح من دعم فكرة النشر كان كمن يلاحظ حريق الشعور بالحيرة والتردد، ويحاول إطفاءه، فتعززت قناعتي بهذا العنوان، وخاصة حينما استشرت فيه الأستاذ خالد اليوسف، الذي وقف معي وقفة مؤثرة ومباشرة في مراحل تقديم الكتاب إلى النشر، فله جزيل الشكر والتقدير.
* القصة من الفنون الأدبية، كيف ولجت إلى تلك الشرفة، وماذا تعلمت ممن سبقك في كتابة ذلك الفن؟
بدأت كتابة القصة القصيرة في مراحل الدراسة، وكانت محاولة للخروج من حيز المكان والزمان، وتمردًا على الروتين والواجبات، تنامى هذا الشعور قصة بعد أخرى، فكنت أحاول في كل مرة أن أبني مخيلة أبعد، سواء عن طريق إعادة صياغة الحدث والابتكار، أو تجسيده بأسلوب جاذب ومشوق، وزاد ذلك وجود دائرة داعمة من الأصدقاء الذين يستمعون ويقرؤون هذه النصوص بحماسة تنعكس في لمعة أعينهم حينما ترتد إلي بعد انتهائهم، ثم استصحبت هذه الحيلة التي أقضي بها الوقت معي، فأصبحت صالات الانتظار أو لحظاته فرصة للتحليق بعيدًا في سماء السرد والتخيل، وأحيانا ما كنت أنتقي من حدث أو متغير خارجي ما يصلح للتجسيد في قالب قصصي، ولم يقتصر هذا على القصة القصيرة فقط، فكان لبعض الأوقات ما أكتبه من الشعر، والخواطر ولواعج الفكر والوجدان، وربما أن حبي للعزلة والوحدة واكتراثي للملاحظة والتفاعل مع كل شيء أسهم ذلك في وقوفي أمام زوايا مختلفة في كل مرة، لكن كل ذلك لم يكن ليكون؛ لولا وجود من يحسن التوجيه، ويتقن التعليم من أساتذتي الذين أحمل لهم وافر الود والامتنان، فحقيقةً لولا وجود البيئة الداعمة والمحفزة لما استطعت تجاوز عتبة القراءة بأفلاكها التي تحملني للتنزه في أماكن وأحداث وعوالم مشوقة تستغرق أعمارا كاملة، وكما يقال أحيانًا يذهب الموقف ويبقى الأثر، فمن المتقدمين ممن كتبوا في الأدب بفنونه إلى المتأخرين والمعاصرين منهم، هم من صنعوا الدافع الذي ما زال يحملني على التجول بين اكتشاف القراءة وابتكار الكتابة.
* كم من الوقت تمضي مع خير جليس؟ وما أهم الكتب التي قرأت وأفدت منها وخاصة في كتابتك للقصة والمقال؟
القراءة إجابتي على شروق الشمس، وسلوان المساء حين حلوله، وهي طريقتي في التعبير عن الرضا، وحيلتي التي أحلق بها بعيدًا عن ندوب الدهر وحيرة الفكر، وهي مهربي، وجنتي، ومكمن راحتي، ولكل معنى تقدمه القراءة وقت أستغرقه فيها، بل حتى حينما تنفذ مني الحلول دائمًا ما تأتي القراءة وغالبًا ما يكون استدعاؤها أفضل ما أواجه به ما يمكن مواجهته، وخاصة أني أعدّ كل يوم يمر دونها كالعيش بعيدًا عن أقرب الشركاء إلى قلبي وعقلي معًا، وقد أهدتني هذه القراءة الفرصة لمعرفة نقاد ومؤلفين وكتّاب يخجل حرفي في الحديث عن امتناني لهم، وخاصة من أسهموا في توجيه مساري نحو كتابة القصة القصيرة ودعموا ما أكتبه حول مقالات الرأي، أهتم كثيرًا بالتواصل معهم وعرض ما أكتبه عليهم، بطريقة أشبهها بالطفولية أحيانًا، ولعل ما أجده منهم من تجاوب وتحفيز مباشر وترحاب كبير هو عبارة عن كتب أوجزت في آراء مفصلة وإسهاب مثرٍ، وتفهم غامر.
* حدثنا عن النشر في الصحف والمجلات، وما رأيك في النشر في الصحف الحديثة؟
تجربة النشر في مشواري الشخصي لا تزال في بداياتها المدهشة والغامرة، ولا شك أن الصحف بكل أصنافها وجدت في نسيج واحد يخدم الكاتب والقارئ على حدٍ سواء، ولكل منهما ما يميزه عن غيره، ويجعل له أهمية تخصه ويتفرد بها، فالصحف الورقية من ناحية التاريخ هي بمثابة التتويج للكاتب، وتشجعه على الوصول إلى شريحة كبيرة من القراء، وليس هذا دلالة على عدم وجود هذه الميزة في الصحف الحديثة، فمن خلال الملاحظة وجدت أن لكل صحيفة سواء كانت ذات تاريخ أو حديثة ما تستقطب من المهتمين، وهذا يفسر وجود هذا التنوع والتجانس بين الصحف بأنواعها، فكل الصحف ذات التاريخ اليوم كانت صحفًا حديثة بالأمس، وليس المهم السعي إلى أحدهما على حساب الآخر، وإنما أن يقدم الكاتب ما يعبر عنه لمن يهتم، وكقارئ ومهتم بالصحف لا شك أن حب القراءة يتسع للتنوع الذي يقدمه هذا الفضاء الواسع.
* ما خططك المستقبلية التي تسعى من أجل تحقيقها في مشوارك الأدبي؟
الكتابة يجر بعضها بعضًا، وخاصة حينما تجيب المنشورات عن سؤال الجدوى الذي كان يؤرق كثيرًا من الساعات التي قضيتها في الكتابة منذ أن كانت خروجا عن جمود الواقع، ونأيا عن البون الشاسع بين سقف التطلعات ومدى الإمكانيات، وخاصة حينما بدأت مسار الكتابة القصصية التي يمكنني فيها رسم عوالم مختلفة، أسافر فيها وأترحل حيثما شئت، وشعورها يشبه أن تملك القدرة على الطيران والتحليق بعيدا حتى نحو ذلك الأفق الذي اعتدت مراقبته في ساعة غروب أو لحظات شروق، أو حين انقشاع السحب التي انثالت ممطرة، هكذا أشعر.. فلا يمكن التنبؤ بما يستنير لناظريّ من خطط مستقبلية بشكل دقيق، في رحلة الكتابة يبدو الطريق ممتعًا لدرجة أن يصبح السير فيه أهم من الوجهة، فكما أن الشعور لا يمنطق، فتأطير مسار كتابتي يمكن أن يكلفني أكثر مما أكسبه بانفتاحي نحو الخيارات المتاحة طالما تصب في مسار الإنجاز.
* لماذا تكتب المقال، وبماذا تصنف ما تكتب من مقالات؟
المقالة باعتبارها أحد الفنون الأدبية التي لها مريدوها وقراءها؛ تعد في نظري الوسيلة الأقرب إلى الوضوح والسردية، وتهتم بتوضيح الرأي الشخصي، وهي عين الكاتب على مجتمعه ومحيطه، وإسهامه في تنميته وتوضيح ملاحظاته عنه، بنظري لقد أسهمت مقالات الرأي في تحسين جودة الحياة، ونقل الصورة المخفية وغير الواضحة إلى العلن، وهي طريقة الكاتب في التعبير عن نفسه ومحيطه وهموم الناس من حوله، وقد تصبح في بعض الأحيان مسؤولية وواجبًا وطنيًا، فكم يا ترى في واقع اليوم ما كان في سطور مقالة بالأمس، هذا ما يحفزني أحيانًا على اختيار المقالة، والكتابة عبر مظلتها الواعدة، بالإضافة إلى أني وجدت فيها خروجًا عن مسار القصة القصيرة وكأنما هي استراحة للشعور وفرصة للمنطق والتجارب ليكون لهما حديث متوازن جنبًا إلى جنب مع عاطفية القصة القصيرة ووجدانها الساحر.
* حدثنا عن جولتك في معرض الكتاب الدولي بالرياض أو أي مدينة أخرى، ماذا تحرص عليه من تلك الجولة، وهل تستفيد من الندوات، والمحاضرات والعروض المصاحبة لذلك المعرض؟
معارض الكتاب من أهم مصادر الكتّاب، سواء فيما تقدمه من عناوين مختلفة، أو أسماء ولقاءات وندوات متنوعة، فغالبًا ما أفرد الوقت للاستفادة من كافة ما يقدمه معرض الرياض وما أزوره في غيرها من برامج، وهي فرصة لتقديم الكاتب إلى الناشر والقارئ والكتاب الآخرين، وأهمية الفعالية المرتبطة بالكتاب تأتي من أهمية الكتاب ولا تنقص عنه، خاصة أن القائمين والمنسقين دائمًا ما يستمعون إلى الملحوظات التي يقدمها رواد المعارض ومحبوها، فتصبح كل مرة أكثر جمالية وروعة مما سبقها، حيث يتقارب فيها مستوى التطلعات المأمولة مع الواقع المشاهد والمعايش، وهذا التلاقي المبهج لا يفوت حقيقة.
* ماذا تقول عن دار النشر التي تعاملت معها، ولماذا لم تكن حريصًا على أن يخرج كتابك عن دار نشر قوية في الساحة الثقافية الحالية؟
التقيت بالأستاذ غانم البجيدي مؤسس دار الرائدية في ملتقى القصة القصيرة، ودار بيننا حديث ودّي، وقدمني إليه الأستاذ خالد اليوسف باعتباره قامة أدبية تشرفت بأن أكون أحد الممتنين إليه، فبادر بالموافقة على إصدار مجموعتي القصصية، ولا شك أن دور النشر تتفاوت في مدى الانتشار والتوسع، ولكن المهم بالنسبة إلي ليس الوصول إلى دور نشر قوية بقدر ما هو التماهي مع الفرص المتاحة، وخاصة حينما تأخذ الطابع الشخصي فيما بين الناشر والكاتب، فأشكر الأستاذ خالد اليوسف على مبادرته وحديثه باسمي كأحد أبنائه، والشكر موصول للفنان ناصر الموسى وللأستاذ غانم البجيدي على دعمه وتشجيعه، كما لا زال الطريق في بدايته فيما يخص النشر بالنسبة إليّ، وأثق أن في قادم الفرص ما يخالف إيجابية توقعاتي بما هو أجمل منها.
* التعريج من صحيفة مكة الإلكترونية، والتعريج عبر صحيفة الرياض ماذا أخذت من ذلك التنقل ثقافيًا وفكريا وانتشارا؟
كما أن السفر والترحال يغذي المعارف والخبرات، فالتنقل والتوسع في دائرة النشر مما يصقل مهارة الكاتب وينوع مداركه الحرفية والأدبية، بالإضافة إلى أن هذا التعريج يسمح له بالتواجد في محيط بيئة تتنوع وتختلف وتتجدد، وربما أن حبي للترحال وتطلعي للتنوع والإثراء مما أسهم في توسيع دائرة الانتشار لما أكتبه، خاصة مع اقتناعي أن جميع الخيارات قد وجدت لتقديم الكاتب إلى قراءه بطرق وألوان مختلفة.
* المتابع لصفحتك بالتويتر يُقدر مدى حرصك من خلال ما تطرح، ماذا تقول عن ذلك العالم، وهل ترى أنه خدمك ككاتب مقال وقاص؟
أنشأت حسابي في تويتر للتواصل مع المهتمين في هذه المنصة من قراء وأدباء، وحظيت فيه بمعرفة طيبة مع عدد كبير منهم، لأهمية هذه المنصة واقتناع الكثير بالنشر والتواصل من خلالها، فلا شك أن التواجد الرقمي مهمّ كثيرًا بالنسبة إليّ، وتزداد أهميته مع مرور الوقت، وهو مما يثري الكاتب على السبيل الاجتماعي والأدبي، ويجعله على اطلاع مسبق للفعاليات التي تلامس اهتماماته.
* عندما تكتب قصة دون أسماء معتمد على طرح فكرة الموضوع في سياق العمل السردي، فهل تلك هي الرمزية التي يقال عنها وماذا تعني لك ككاتب في كتاباتك القصصية؟
لم تتضح حتى الآن معالم النص الأدبي الذي أسلكه، وهذا طبيعي مع اختلاف المشارب وحداثة التجربة، ولا شك أن الرمزية مغرية بالنسبة إليّ، فهي تسمح أحيانا للقارئ أن يشارك في نسج خيوط النص، ويسمح لخياله بإكمال الفراغات التي تخلفها الرموز والنهايات المفتوحة، وربما أستحضر هذا في بعض القصص لدرجة تحملني على ترك بعض النواحي مبهمة كالأسماء، فهي دعوة لمشاركة القارئ فيما يقرأ، وعلى النقيض فأحيانا ما أحدث أحدهم بأني وضعت اسمه كشخصية في إحدى قصصي توددًا ومحبة مني تجاهه، فهو جزء من التفاعل الحيّ بين الكاتب والقارئ عبر العمل الأدبي.
* لفت انتباهي أثناء القراءة ((الرياض)) ماذا تقول عن تلك الرياض من ناحية المشهد الثقافي، وهل سنرى عملاً أدبيا لك عن الرياض؟
الرياض مدينة الفرص والأحلام، رغم تسارعها الذي يهزمني كثيرًا، رغم أني ولدت ونشأت بها، وأعتبر هذا من التطبيق الفعلي للتواجد في البيئة المحفزة للإبداع، فما بين الملتقيات المتعددة، التي لا تبحث عنها بل تختار مما تجده متوافقًا مع ظروف المكان والزمان، وهذه خصيصة قلما أن تتواجد في أماكن أخرى، ولا شك أن امتناني الكبير لعاصمة هذا الوطن العظيم يستحق أن يجسد من خلال عمل أدبي قادم.
* ماذا تقول عن الكتابة الأدبية بالذات، وما الجهد الذي ترى أنه لا بد أن يبذل من أجل حرث موقعك الأدبي المتعدد المجالات؟
من زاوية شخصية فالكتابة الأدبية هي تجسيدٌ للمتغير الداخلي من عاطفة وشعور وفكر، وتعبير وقراءة للمتغير الخارجي من أحداث ومواقف وتجارب، تشبه نافذة مشرعة عبر الحرف الذي يصوغ المعنى، ويترجم الحس، وكلما تطورت أدوات الكتابة صارت القدرة على وصول الكاتب إلى القارئ أكثر نجاحًا وفاعلية، ولا يتحقق هذا دون الاستمرارية والأمل الكبير، وكلما تعددت مجالات الكتابة وتنوعت فإنها تثري وتغري مهما كانت مكلفة على صعيد الوقت والمجهود، لكنه مجهود محبب للنفس ومحظي بالدافعية التي تستلذ بعناء البذل بأشكاله كافة.
* ماذا تقول عن الأدب السعودي اليوم، ومنهم من رواد الأدب السعودي الذين أفدت من القراءة لهم، وما هو الواجب عليك كأديب أن تعمل من أجل تنمية مكانة الأدب، والمشهد الثقافي السعودي داخل، وخارج السعودية من قبل الجيل الجديد، وأحسبك منهم؟
كثيرة هي الأسماء حين يتعلق الأمر بالأدب السعودي، فلكل حقبة من تميز بها وبات غنيّا عن التعريف لا عن الامتنان، وفي هذا لا أنسى أن أذكر أهم من كانوا في مجال القصة القصيرة خير داعمين ومحفزين من روادها، ومنهم: الأديب محمد المنصور الشقحاء، وخالد اليوسف، وعبدالعزيز الصقعبي، وخالد الداموك، وغيرهم الكثير، الذين أحرص كثيرًا على البقاء على تواصل مستمر بهم، لما يتركه الاستماع والحديث والتساؤل بحضرتهم من إثراء وتوجيه، أما عن الواجب الذي نحمله ككتاب من الجيل الجديد تجاه وطننا المعطاء والداعم، فهو مواصلة الطريق، واستشعار المسؤولية، وتعزيز الشعور بالانتماء للمكان والهوية والثقافة.