الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
احتفت هيئة المسرح والفنون الأدائية بالنصوص الفائزة في مسابقة «التأليف المسرحي» في الحفل الذي أقيم على مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض، وذلك من خلال تتويج الفائزين بجوائز المسابقة البالغ قيمتها الإجمالية 100 ألف ريال، إضافةً إلى تكريم لجان تحكيم المسابقة،ويأتي هذه الاحتفاء تزامنًا مع اليوم العالمي للمسرح الذي وافق السابع والعشرين من شهر مارس، وجاءت النصوص الفائزة بالمسابقة على النحو التالي: في المسار العام؛ حصل على المركز الأول نص «سراب» لمؤلفه فيصل بن يوسف غمري واستلم الجائزة من الأستاذ سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودي والتقت «الثقافية «بالكاتب المسرحي فيصل غمري وتحدث عن شغفه وحبّه المسرح منذ أن كان طفلا وقراءته المكتفة
لمسرحيات توفيق الحكيم وعلي أحمد باكثير وسعد الله ونوس ومسرحيات أجنبية لشكسبير، كما تحدث عن نصّه المسرحي الذي فازت بالجائزة وعن قضايا فنية في المسرح.
«الجائزة الأولى»
*هل كنت تتوقع الفوز بالجائزة؟ وماذا أضافت لك هذه الجائزة في مسيرتك المسرحية؟
-ربما لم أتوقع الفوز بالجائزة الأولى، لكني كنت متفائلاً بحصد إحدى الجوائز الثلاث الأُول لثقتي بأن النصّ الذي شاركت به جيد من الناحية الفنية و أن الجهد المبذول في كتابته يستحق الفوز،بالتأكيد أضافت لي الكثير، فكوني حققت جائزة المركز الأول لنصّ مسرحي ممنوحة من الجهة الأولى المعنية بالمسرح في السعودية، لهو مدعاة للفخر والسعادة على المستوى الشخصي خاصة إذا عرفنا أن النصوص المنافسة في المسابقة تجاوزت المائة نصّ، كذلك هذه الجائزة هي دافع و محفز حقيقي للمشاركة في مسابقات أخرى عربية لتمثيل وطني الغالي «المملكة العربية السعودية «وتحقيق الفوز أيضا إن شاء الله.
«القراءة والمسرح»
*يقال إن كل كاتب لابد أن يكون قارئاً نهماً، لمن تقرأ عادةً و خاصة في المسرح؟
-مشوار القراءة بدأ معي منذ الطفولة، ربما منذ سنوات الدراسة الابتدائية وكانت وقتها قصص الأطفال بالطبع، لكني أتذكر أني كنت أنتظر عطلة نهاية الأسبوع بفارغ الصبر حتى أقتني مجلات ماجد و ميكي،بعد ذلك و في مرحلة المراهقة و النضوج كذلك اتجهت لقراءة الروايات والمسرح، فقرأت روايات إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، يوسف إدريس، و الطيب صالح، و غيرهم.،أما في المسرح فقد قرأت تقريباً جميع مسرحيات توفيق الحكيم، علي أحمد باكثير، محمد الماغوط، وسعد الله ونوس، بالإضافة للمسرحيات المترجمة لشكسبير، صمويل بيكيت، و تشيخوف. بالإضافة لقراءات متفرقة في التاريخ و الأدب و الفلسفة.
«نصّ المسرحية»
نصّك المسرحي الفائز عن ماذا يتكلم؟
*الحب و العشق و ما يفعل بالمحبين،صبابة الهوى لدى العاشقين، و الحب للمحبوب الذي لا ينال.
«المسرح والأدب»
يقال أن الكاتب المسرحي هو مسرحي و ليس أديباً. مارأيك؟
إذا المقصود بكلمة مسرحي أي الممثل المسرحي فلا أتفق معها، فكثير - بل ربما - غالبية كتاب المسرح ليسوا ممثلين، على سبيل المثال، توفيق الحكيم، علي أحمد باكثير، سعد الله ونوس، و غيرهم من كتاب المسرح لم يكونوا ممثلين.
«خشبة المسرح»
تتوقع أن يتم تحويل نصك الفائز إلى عمل مسرحي يقدم على خشبة المسرح؟
لا أعلم. وأتمنى ذلك.
«الأجناس الأدبية»
أنت تكتب في أجناس أدبية عدّة هل ساعد هذا التنوع في ممارسة الكتابة على تمرسك في كل جنس بذاته؟
أنا أكتب المسرحيات منذ زمن بعيد و حقاً أجد متعتي الحقيقية في كتابة النص المسرحي،ولي فعلا تجارب في كتابة المجموعات القصصية و الرواية، و أزعم أنها جيدة أيضاً حيث إنها تباع في المكتبات وتطبع لأكثر من مرة، لكني وبصدق أرى نفسي ككاتب في المسرح.
«المسرحية تُمثّل ولا تقرأ»
كثيراً ما يتردد في أوساط القراءة أن المسرحية تكتب لتمثل على خشبة المسرح لا لتقرأ، ما رأيكم في هذه المقولة؟
أتفق - مع كثير من التحفظ - مع الرأي القائل : أن النصّ المسرحي كُتب كي يُؤدى على خشبة المسرح، صحيح أن طبيعة النصّ المسرحي -القائم أساساً على الحوار بين شخوص العمل توحي بذلك- لكني في الوقت نفسه أرى أنه لا ضير في قراءة المتلقي للنص المسرحي كقراءته للقصة أو الرواية، فحالة الحوار الكثيفة في النص المسرحي لا ينبغي أن تكون عائقاً أمام القارئ فيزهد في قراءته، بل بالعكس فالحوار الذي يصنع قصة بالتأكيد ممتع وجدير بالقراءة، فكاتب النص حين يكتب مسرحيته هو لا يعلم هل سيكتب لهذا العمل أن يؤدى على خشبة المسرح أم لا، بعكس السيناريو المُعدّ مسبقاً لتصوير مسلسل أو فيلم بشكل حتمي.
إذن، النص المسرحي يكتب كفنّ من فنون الأدب القابل للقراءة وجنساً من أجناسه، ليس هذا فحسب، بل أرى أن النصّ المتماسك من حيث توصيف المشاهِد وصفاً دقيقاً للأثاث، و الديكورات، ومداخل و مخارج المسرح، سيمنح القارئ فرصة ليتخيل المشهد وكأنه يراه، كذلك توصيف الشخوص توصيفاً دقيقاً وما يرتدونه من ملابس، وأين يقفون و أين يجلسون على خشبة المسرح، ووصف انفعالاتهم على الورق كفيل أن يمنح القارئ مناخاً ملائماً لتخيل العمل وكأنه يشاهده.
«كوة معتمة في جدارعال»
ماذا عن كتاباتك الجديدة؟ وما هو آخر نتاجك الأدبي؟
حالياً متوقف عن الكتابة لكن تدور في ذهني فكرة لنص مسرحي جديد. و آخر عمل نشرته كان مجموعة قصصية بعنوان «كوة معتمة في جدار عال» وهي متوفرة في نقاط بيع الكتب.