صدر كتاب «تاريخ موجز للزمن» عام 1988م، إلا أني قرأته بعد «التصميم العظيم» الصادر عام 2010م، وهما متشابهان من حيث ثقل المادة والأسلوب حتى مع محاولة الكاتب للتبسيط، ومفيدان لأخذ معلومات عامة عن نظرة العلماء عن كيفية تشكل الكون، ولكن على القارئ الانتباه إلى أن ما يطرح من نظريات ومهما حاول بعض العلماء اتخاذها كدليل على عدم وجود الله، فهي في الواقع تؤكد وجود الله، فهذه العظمة في الخلق لا بد لها من خالق.
يبدأ الكتاب بطرح الأسئلة الكبرى، من أين أتى الكون؟ كيف ولماذا بدأ؟ هل سيصل إلى نهاية؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف ستكون النهاية؟ هذه الأسئلة وعلى الرغم من قدمها إلا أن العقل الإنساني أقل من أن يدرك غيبيات كهذه مهما تطور العلم، فلا أعتقد أننا نستطيع إزاحة الجانب الإيماني في فهمنا للكون.
يشير المؤلف في بداية كتابة إلى قصة السيدة العجوز مع أحد الفلاسفة ويعُتقد أنه «رسل» ـ المؤلف نفسه غير متأكد ـ حول فكرة السلاحف العملاقة المستند عليها العالم، وعلى الرغم من غرابة هذا الطرح، إلا هناك تساؤل أشار إليه، وهو لماذا نعتقد أن ما نعرفه حقيقة، وأن ما يقوله غيرنا ضحك وهراء.
وهذا الأمر استوقفني، ففكرة مركزية الأرض للكون أتى بها أرسطو وأقنع العالم بها بحلاوة منطقة بأنها حقيقة، وعلى الرغم من أن هناك عالماً آخر اسمه أرسطوخريتس أتى بعده وعارض ذلك إلا أنه لم يجد آذاناً صاغية، وبعده أتى بطليموس، فتبنى فكرة أرسطو وأصلها علمياً.
احتاجت الإنسانية أكثر من 1900 سنة لتكتشف مع كوبرنيكوس وجاليليو أن أرسطو كان على خطأ وأن الحق مع أرسطو خريتس.
وبما أن الكون وحسب العلماء يُفهم من خلال علمين أساسيين، هما الفيزياء العامة، والتي يتعامل فيها العلماء مع الكون الكبير بمقياس يصل إلى ملايين الكيلو مترات ومن خلال ميكانيكا الكم (فيزياء الكم) والتي يتعامل فيها العلماء مع الأجزاء الصغيرة في الكون تحت الذرات بمقياس يصل إلى ملايين الأجزاء من البوصة.
وعلى الرغم من التباين الكبير بين العلمين، فإن الهدف الرئيسي من الكتاب هو محاولة البحث في نظرية تدمج العلمين لتصف الكون كله، مثل فكرة الـ M-Theory والتي فصّل فيها أكثر في كتاب «التصميم العظيم».
الكتاب يُفترض فيه أنه لغير المتخصصين، وبما أنه لغير المتخصصين كان من المفترض تقديم شرح واضح وبسيط عن الزمن وكيفية تكونه، فغير المتخصص بالكاد يفهم بعض النظريات الموجودة في الكتاب.
بعض العباقرة يصل لمرحلة من استسهال الأمور لدرجة أن يعتقد أن كل الناس مثله.
هوكينج هنا يذكرني بطريقة لعب رونالدينيو البرازيلي مع زملاؤه في برشلونة، حيث كان يتعامل معهم على أنهم كلهم رونالدينيو!
أخيراً...
الكتاب شبيه لكتاب «التصميم العظيم» وفي بعض التفاصيل التي تحتاج لمتخصص لمناقشتها.
ما بعد أخيرا...
الكتابان وعلى الرغم من ثقل العبارات أحياناً جميلان ومفيدين..
إلا أن قراءة احدهما يكفي!
** **
- خالد الذييب