الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
تطرق د.واسيني الأعرج لحياته الصعبة حينما توفى والده، ليروي قصته مع جدته المثابرة وفضلها الكبير عليه في تكوين شخصيته، وليشير إلى موقف طريف في صغره حينما أراد تعلم اللغة العربية واشترى كتاب ألف ليلة وليلة معتقداً أنه القرآن الكريم, ليعكف على قراءته مدة طويلة وكانت جدته تثني عليه أمام أخواته ليكونوا مثابرين مثله، واستمر في ذلك حتى جاء خاله من المغرب وأخبره أن الذي في يده ليس القرآن الكريم وإنما كتاب ليلة وليلة.
وأكد أن مي زيادة هي العلامة الفارقة في التاريخ الأدبي، وأن تلك الشخصية التي احتضنت في صالونها الأدبي كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين أمثال الرافعي والعقاد وطه حسين وأحمد شوقي ليستمتعوا إلى حديثها الساحر كل يوم ثلاثاء؛ وقد دعاه الفضول إلى زيارته للعصفورية لرؤية مكان احتجاز تلك الأديبة العظيمة التي دخلت المصحة النفسية بعد تعرضها لظلم كبير مما دعاه للكتابة عنها فكتب فيها أعمالاً روائية أشهرها رواية: ( ليالي إيزيس كوبيا ) و( ثلاثمئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية ) وهو بصدد عرضها في القنوات الإعلامية الكبيرة كمسلسل درامي وكمسرحية في الأشهر القادمة.
وفي سياق تعليقه على جنس السيرة الذاتية قال: أن تدَّعي بأنك تقول كل شيء هو أمر غير صحيح.
ثم قال: والجرأة أحياناً تقف عندما تصل إلى الحياة الشخصية وخاصةً العاطفية، كما أنني لا أملك الحق في الحديث عن الآخرين واقتحام خصوصياتهم، إذ من الممكن أن أتسبب بالضرر لهم وخاصة أننا في مجتمع بائس لا يقبل مثل هذه الأمور، فبرأيي أن تجارب الآخرين، حتى لو كانت معي، ليست ملكاً لي.
وختم حديثه بنصيحة للشباب والشابات بأن الشهرة ليست مقياسًا للاقتداء، ولكن معيار ذلك الشخص الذي يُفيد وينفع، أما غير النافع سيذهب بريقه كأنه لم يكن يوماً ما.
وهناك قول مشهور يقول : ليس كل ما يلمع ذهباً، ثم نصح د.واسيني الأعرج الحضور بقوله: القراءة ثم القراءة ثم القراءة.
جاء ذلك ضمن استضافة جمعية الأدب والأدباء بالمدينة المنورة مساء الثلاثاء 6 / 9 / 1444هـ الموافق 28 / 3 /2023م، للدكتور: واسيني الأعرج، في محاضرة بعنوان: «الرواية ...أكسير الحياة»،
وقدمت المحاضرة: شَهد الرقابي.