رمضان جريدي العنزي
الغش من أبشع الصفات، أرداها وأحقرها، وهو ظاهرة خطيرة، وسلوك مشين، وللغش أشكال متنوعة، وصور متعددة، وليس مقصوراً على البيع والشراء، بل هو أشمل من ذلك وأعم، قال صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا)، إن ديننا الحنيف قائم على الصدق والطهر والنقاء، والصفاء والوضوح، في أحكامه وتوجيهاته وتشريعاته، التي هي واضحة وضوح النهار، ساطعة سطوع الشمس، نقية نقاء الماء الزلال، يرفض الغموض، ويكره الدهاليز، والمراوغة والخداع، والاختباء في الأنفاق المظلمة، والكهوف المعتمة ديننا الإسلامي الحنيف يدعو دائماً إلى طهارة البدن، وطهارة اللسان، وطهارة المعاملة، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والصدق في القول والعمل.
إن الغش من كبائر الذنوب والمعاصي، وفظائع الخطايا، صاحبه لديه سواد في القلب، وظلمة في العقل، ووهن الدين، إن الغش يجمع أسوأ الصفات، وأقبح الأفعال، كالكذب والبهتان، والزور والخداع، والمكر والاحتيال، والنصب والخيانة، والتغرير، وأكل الأموال بالباطل ومن دون وجه حق، إن مرض الغش جريمة منكرة، وخلق سافل، وكبيرة من كبائر الذنوب، وكسب حرام، وهو سبيل المنافقين والدجالين، وسمة الظالمين، ومنهج الموتورين لا يرتضيه عاقل، ولا يقبله حكيم فاهم، إنه داء خطير، مدمر للمجتمعات، يعيق التقدم والتحضر والرخاء والازدهار، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَلَقّوُا الرّكبان، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، ولا تناجَشُوا، ولا يبع حاضِرٌ لباد، ولا تُصَرّوا الغنم، ومن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحتلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخطها رَدّها وصاعاً من تمر)، ولأنه داء خطير، وشر مستطير، لذا حرمه الإسلام، لحماية الناس من الأخطار والبلاياء والرزايا.
إن على الغشاشين أن يدركوا بأن الدين المعاملة، وكل عمل سيرتد على صاحبه، إن عاجلاً أو آجلاً، وعليه لابد أن تكون نفوسهم صافية عادلة، بيضاء نقية، اللهم نسألك سلامة الأقوال والأفعال من كل شائبة وزائفة، أجارنا الله وإياكم من الغش والتدليس وأهله، وحفظنا من أربابه، كفانا الله بحلاله عن حرامه، وأغنانا بفضله عما سواه.