عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان عبارة عن منظومة معقّدة للغاية من المشاعر والأحاسيس، مشاعر تجاه نفسه ومشاعر أخرى تجاه الآخرين. مراعاة مشاعر الآخرين سوء أكانت مشاعر إيجابية أو مشاعر سلبية، مشاعر الفرح ومشاعر الحزن ضرورية سوء أكانت مشاعر حقيقية أم مشاعر مجاملة وما أكثرها. إدارة المشاعر تجاه الآخرين، سواء كانت هذه المشاعر إيجابية أم سلبية لا يجب أن تتوقف لحظة في إظهارها، فهي دليل توطيد أواصر الصداقة والتلاحم، حقيقة لا غبار عليها تجاهل مشاعر الآخرين يضعف العلاقات الاجتماعية. مؤلم حين ينتابك مشاعر إنسانية عندما ترى أن الذين حولك لا يحترمون مشاعرك، ولا يولونك أدنى اهتمام. وهذا يحدث كثيراً في مجتمعنا وفي دائرة علاقاتك الأسرية. التعاطف في لحظات الحُزن، ولحظات الفَرح، بلا شكّ أنها سِمةٌ جميلة ورائعة يجب أن نتحلَّى بها جميعًا، جورج برنارد شو: (إن أسوأ ذنب يمكن أن نفعله تجاه الآخرين هو ليس كرههم، بل ألا نكترث بهم. فهذا هو جوهر اللاإنسانية). كيف أتعامل مع شخص يتجاهلني؟ شخصياً ومن واقع الحياة تجاهل من يتجاهلك ليس حلاً إنسانياً في أغلب الأوقات لكنه ضروري حين يدير ظهرة ولا يفرح لفرحك ولا يجزن لحزنك، وهذا يعز على من يملكون قلوباً تنبض بالحب.
للأسف وأقولها بحرقة وألم، التجاهل أصبح الكثير من الناس خصوصاً المقربين يعيشونه بشكل شبه يومي، أستغرب والكثير من الناس يستغربون ما الذي يمنعك أن ترسل واتساب أو رسالة نصية حين تسمع أو تعرف أو يقال لك إن هناك إنسانًا تعرفه يعيش لحظات حزن أو لحظات فرح، ببساطة إنه عدم الاهتمام والتباعد الاجتماعي، فلا تلوم الآخرين حين يتجاهلون مشاعرك. (الأيام كفيلة بأن توضح لك مشاعر الآخرين تجاهك، ستعلم بأن ليس كل قريب يحبك وليس كل كلمة جميلة تكون صادقة من القلب وليس كل ابتسامة تدل على نقاء) جبران خليل جبران.
(عامل النَّاس كما يعاملوك)، أو (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك)، والعبارة الثانية هي قاعدة (لم أعرف من قائلها) يتداولها الناس، لو عاملت الناس كما يعاملونك حتماً سوف تدخل في متاهات ودهاليز من تعامل البشر. أعتقد أن الغالبية يوافقون الرأي بالقول، نعاملهم كما نحب، وليس كما يحبون، ومع هذا هناك من ينسي أو يتناسى معاملته للآخرين، وحين يعاملونه بالمعاملة نفسها يستغرب، وربما يغضب ويجمد العلاقات الإنسانية، وهذا ما يحدث عند البعض في مجتمعنا. أبدًا لا تركض وراء إنسان يتجاهلك فتحرج نفسك وتدخلها في متاهات أنت في الغني عنها، ربما يكون من مصلحتك الابتعاد عن هذه العلاقة تمامًا، وهذا أسلوبه بقوله ابتعد أو جمد العلاقة بيننا. هناك العديد من الأقاويل التي تؤكد أن من يتجاهلك عمداً يحبك أكثر من غيره، شخصياً لا أومن بها ولا أفهمها. همسة (نحن بحاجة إلى تجاهل من يتجاهل مشاعرنا ولا يعيرها أي اهتمام).