عبد الله سليمان الطليان
لأن يكون المشهد هو التأقلم مع المناخ والبيئة التي تعيش فيها, فتكون مُجبراً على التكيف لكي تحافظ على وجودك وبقائك، فتلجأ إلى صبغ جسمك بألوان مختلفة أو تضع بقايا عظام حيوان أو ريش طائر فوق رأسك، فتشعر عندها أنك في أحد الأدغال أو الغابات التي يعيش فيها من هو بعيد عن التحضر الإنساني، وهذا هو حقيقة واقعنا من خلال الصورة التي تقابلنا في كل مكان وهي قبيحة وتبعث على السخرية، متمثلة في قصات وربطات الشعر ووشم الجلد ووضع الخرز لدى الذكور الذي انتشر بشكل فاضح ومعيب، يعتقد بعض أصاحبها أنها رقي ومسايرة للزمن المتغير وأنها جاءت من عالم متحضر يعطي للإنسان حرية شخصية التي تطورت وأسقطت قيم الكثير من الأخلاق التي تحط من قيمة الإنسان وتنزل به إلى درجة الحيوان الذي فقد العقل المتميز به عن سائر الكائنات الأخرى، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}.
ولم يعد التقمص القبيح في الغرب ذا أثر بل إنه انتقل إلى مرحلة أشد خطراً وهو التقمص القاتل، وذلك عبر محاكاة (شخصية في أحد الأفلام) وخاصة ذات الشخصية الإجرامية التي تتمرد على النظام وتصنع لنفسها بطولة خارقة، فنجد هناك من يتلقف هذا التقمص ويتأثر به بشكل كبير، والواقع الأمريكي خير مثال، فقد أصبح القتل فيه (هواية) تزهق النفس البشرية البريئة حباً فقط في التقليد الأعمى لمظهر المقاتل الذي يحمل العديد من الأسلحة يقتل بها من يقابله في طريقه متفننًا في استخدام أسلحته التي يحملها في القتل. إن شاء الله فلن يصل هذا التقمص إلى واقعنا، ويبقى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من القتل وقال إنه سوف يقع من خلال حديثه حيث قال: (يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ)..