سهوب بغدادي
يقول المثل الحجازي «خشوني لا تنسوني ولعوا الشمعة وشوفوني»، إذ يضرب لوصف الشخص الفضولي والذي يتدخل فيما لا يعنيه، إلا أن المثل إذا ما طبقناه حرفياً قد نجده عند التزاحم على دخول مكان أو الخروج منه، أو ركوب السيارة مع الأهل والأصدقاء والتزاحم، فيقول الشخص خشوني لا تنسوني، وستكون النزهة من أجمل ما يكون لأنها مليئة بالضحكات الهستيرية على هندسة الركاب، ومواءمة توزيع القوى، والأوزان بحسب الحالات الاجتماعية والصحية، وما إلى ذلك. وبالعودة إلى المثال الأول، عند التزاحم على الدخول أو الخروج من مكان ما فأبرز ما يأتي في مخيلتنا المصعد عندما ينكب الناس منه أو يهرعوا إليه في الأماكن العامة، بغض النظر عن اللباقة والطابور والاعتبارات الأخرى، أو مثال قطع الشارع عند إيذان الإشارة المرورية بالعبور ماشياً كنت أم راكباً لكي لا تدخل في مرحلة الفزع والتوتر من اللون الأصفر، في حين يعد نسيان طفل في (بيت الأوادم) من أغرب الأمثلة، والأغرب من السابق نسيان طالب داخل المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، فلسان حال الطالب في ذلك الموقف «خشوني لا تنسوني» وهذا ما يتكرر حدوثه بشكل موسمي لبعض الطلاب والطالبات في شهر رمضان باعتبار أن الجميع يسارع للذهاب إلى المنزل، فالمعلمة تسارع إلى المطبخ، والمعلم يسارع لشراء القشطة، والطالب يسارع للاستذكار سواء للدروس أو المسلسلات والبرامج الرمضانية، وهكذا، فنصيحتي للطالب وللجميع «خش نفسك بنفسك» ثم «داري على شمعتك تقيد» ولا تنتظر شخصاً ليفعل ذلك فهذا حال الحياة.