د.عبدالرحيم محمود جاموس
جميل أن نشخص الحالة السياسية الفلسطينية، وأن نكشف عن حالة الوهن التي أصيبت بها التنظيمات الفلسطينية عامة، وأن نبين عمق الهوة بينها وبين الجماهير الفلسطينية، وحقيقة هنا هو مكمن الخلل الذي تعانيه الحالة التنظيمية والمشهد السياسي الفلسطيني بشكل عام، سواء انتهج مقاومة شعبية سلمية أو مقاومة مسلحة. والعالم متعطش للخروج من هذه الحالة المقيتة التي بات عليها الوضع الفلسطيني بكل أبعاده التنظيمية والسياسية والجماهيرية، والتي لا تسر سوى أعداء الشعب الفلسطيني.
إن الخروج من هذا المشهد الحزين والبائس ومن هذه الحالة التي لا تسر سوى العدو المتربص يحتاج إلى إعادة تقويم صحيحة للواقع الفلسطيني، وبناء عليه تحديد ماذا نريد أن نحقق من أهداف وطنية آنياً ومستقبلياً، وبالتالي تحديد الوسائل والإستراتيجيات الملائمة والمناسبة فلسطينياً والتي يمكن استعمالها واستخدامها بفاعلية عالية وهي القادرة على تحقيق تلك الأهداف والغايات الوطنية، وفي مقدمتها إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وللحركة الوطنية الفلسطينية.
وفي مقدمتها أيضاً تحقيق الأهداف المشتركة في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الصهيوني وتحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ...الخ.
هنا يكمن دور الطليعة النضالية التي تستطيع أن تتجاوز البنى المتكلسة في كافة التنظيمات السياسية وفي مقدمتها حركة فتح وباقي الحركات والتنظيمات على اختلاف أحجامها وأفكارها كي تفرض رؤية واضحة وغير ضبابية تستعيد الحركة الوطنية من خلالها دورها القيادي الجماهيري وتمكنها من استعادة ثقة الشعب والأمة كما كانت عليه في العقود السالفة، وعندها تتهاوى وتتكشف كافة القوى المتعايشة مع حالة التكلس والوهن وأصحاب المصالح الخاصة المتعارضة مع التغيير المنشود والمستفيدة من الواقع القائم كما هو عليه.