علي الخزيم
- ما زال احتلال الأماكن بالصفوف الأولى ببعض المساجد لا سيما بصلوات التراويح والتهجد جارياً، وبعض الأئمة يشاهد هذه التصرفات فربما أنه لا يبالي أو أنه مِمَّن عجزوا عن النصح تلميحاً وتصريحاً.
- وتشاهد ببعض المساجد خلف الإمام أشخاص بعينهم بكل صلاة تقريباً (وتقريباً) هذه احترازاً من أن بعضهم قد يتغيَّب أوقاتاً لأسباب طارئة، وهم بالتأكيد من أهل الحي وممن يَحتلّون هذه الأماكن عمداً ويُميزون أنفسهم بها حتى وإن حضر بعضهم متأخراً أحياناً؛ فلا أحد يقترب منها بما يشبه العُرف والتقليد عند المصلين بذاك المسجد.
- حين يدخل أحد أفراد تلك المجموعة (التي تحتل الأماكن) للمسجد متأخراً قُبَيل الإقامة يَمُر من بداية الصف الأول يسير أمام الجالسين بانتظار الصلاة حتى يصل إلى مكانه الدائم المُعتمد بقراره هو بأنه مخصص له، وفي أدبيات تلك الفئة فإنه لا يجوز التعدي على (مكان أبي فلان) إلَّا بحال غيابه.
- بمسجد قرب منزل أفاضل من كبار الأسرة أتوجه للصلاة فيه حين أزورهم منذ سنوات خلت؛ ما زلت أشاهد تكراراً وعن كثب ثُلة من كبار السن المتقاعدين حتماً بدليل عكازاتهم وحركة أجسادهم؛ لا يتخلون عن مقاعدهم خلف الإمام - جزاهم الله خيراً ومَدَّ بأعمارهم - لكنهم مُلفتون للانتباه فهم يتحدثون وكأنهم بمجلس خاص والناس تتلو القرآن أو تسبح بحمد الله، فلا المكان ولا الزمان مناسبٌ لأحاديثهم وحواراتهم.
- كما لاحظت أن عدد مَن يتوكؤون منهم على عصيهم يزيد سنة بعد أخرى، وهي زيادة محدودة نظراً لأنه كلما رحل راحل قام غيره من ذات الفئة متقدماً لمكانه، ويترشَّح آخر جديد ليملأ المكان الشاغر بمقاعد (الشلة) خلف الإمام.
- ببعض المساجد: يبدو لي أن من أسباب قوة وكثافة تدخلات مثل هؤلاء وغيرهم بِجُلّ ما يتعلق بالمسجد هو نتيجة لما يقدمونه للمسجد ولمرتاديه من خدمات كمياه الشرب وما يماثلها من خدمات، فإن لم يكن (الفضول) حاضراً؛ فربما دفعتهم أعمالهم التطوعية للتدخل بشأن المسجد، ولشعورهم بالأفضلية لاحتلال مواقع خلف الإمام، بل قد شاهدت بمساجد مختلفة على فترات متباعدة من يضع أشياء تدل على أن المكان محجوز ثم لا يأتي صاحبه إلَّا متأخراً، يحدث هذا بصلاة التراويح والتهجد وصلاة الجمعة.
- موائد تفطير الصائمين خلال الشهر الكريم يبدو أنها تحتاج إلى إعادة نظر، فغالبية من يحضرون هم وافدون من أصحاب المحلات القريبة من المسجد، وهم فئات عرف الجميع أنهم جشعون لا يبالون بالمواطن كل همهم رفع أسعار ما يعرضونه من بضاعة أو يقدمونه من خدمات وهم بذلك من غير ذوي الحاجة، كما يشاهد بعضهم يُشعلون سجائرهم ويُولُّون الأدبار دون صلاة بعد التهام (وحمل) ما تيسر، ثم إن فكرة تفطير الصائمين سابقاً كانت تيسيراً على المحتاجين من المسافرين وعابري الطرق ممن يَمُرون على القرى وأطراف المدن، ولعدم وجود مطاعم أو نزل مناسب وقتها ليرتاح فيه الصائم ويتناول إفطاره، أمَّا وقد توفرت السبل المُيَسَّرة فالمسألة فيها نظر.