نسمع كثيراً عن تجارب رجال الأعمال على اختلاف انتمائهم في كل أنحاء العالم، وكيف نجحوا في تجارتهم بعد جهد وتعب مروراً بحالات من الفشل أحياناً ولكن هذا لم يثنهم عن بلوغ هدفهم وتحقيق النجاح بعزيمة وإصرار وكفاح لا يعرف الكلل والملل، في بعض منهم وهم كثيرون نجحوا خارج أوطانهم الأصلية على مدى طويل من الزمن، اتسعت تجارتهم وأصبح يشار إليهم بالبنان في كل الدول التي استوطنوا فيها. أحيانا يكون من أصل واحد، مثل الجاليات من أصل أو جذر صيني، وسوف أذكر هنا الجاليات الصينية في بعض الدول الآسيوية مثل تايوان وسنغافورا وإندونيسيا وماليزيا فقد استطاعوا تنمية تجارتهم بشكل كبير وأصبحوا من أعظم رجال الأعمال في تلك الدول، وأسهموا في ارتقاء بلدهم الأصلي الصين عبر دعم السلع والمنتجات والمشاريع الصينية المختلفة، ومع تحكمهم في اقتصاديات بعض من هذا الدول أصبح ينظر إليهم من قبل مواطني هذه الدول بشيء من الكره والسخط والتذمر. السؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاعوا التحكم؟ تعد الجاليات ذات الأصل الصيني في تلك الدول من أنشط الجاليات ومنذ فترات طويلة شعارها الاهتمام بالوقت والانضباط في إنجاز العمل والاهتمام به والبحث عن تنويع مصادره وزيادة إنتاجيته بدرجة عالية، هذا مما جعلها تستحوذ على اقتصاديات تلك البلدان، ولعل الاهتمام بالوقت والانضباط في العمل هي أساس العمل الناجح، التي مع الأسف أحيانا تغيب عن واقعنا فنجد التذمر والكره يصب على كل وافد ناجح لدينا الذي عرف كيف يصل الى تحقيق غايته من خلال استغلال الفرص بجد وجهد في واقع اقتصادنا بشكل صحيح ونظامي، والبحث عن أبواب التجارة المربحة.
لن يكون التقريع والسخرية من أصل الوافد هو شماعة الفشل التي نعلق عليها تقصيرنا وأخطائنا وعيوبنا، هناك العديد من الجاليات المختلفة في أنحاء العالم أثبتت وجودها وحققت نجاحاً باهراً ووصل بعض من أعضائها إلى مناصب عالية في العديد من الدول التي استوطنوا فيها والأمثلة كثيرة ولعل الجاليات العربية في أمريكا الجنوبية خير مثال.