عيسى الخاطر - الدمام:
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية بالتكامل بين الجمعيات الخيرية، حيث يسهم في حصول مستفيدي تلك الجمعيات على أفضل الخدمات وخصوصاً أنها تشترك في أهداف واحدة، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي تقدمه الجمعيات الخيرية لمستفيديها لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وجعلهم قادرين على إيجاد مصادر متنوعة للدخل تؤمن لهم فرص عمل جيدة وحياة كريمة بالتكامل والتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة وكذلك الجهات المانحة والقطاع الخاص الذين يقدمون العون والمساعدة.
جاء ذلك خلال رعاية سموه الاحتفال بمرور 10 سنوات على إنشاء جمعية ترابط والحفل السنوي لجمعية ترميم، كما قام سموه بتكريم الداعمين والشركاء للجمعيتين بفندق كمبينسكي العثمان، وبارك سموه توقيع عدد من الاتفاقيات للجمعيتين.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية ترابط الدكتور إبراهيم العريفي في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفال أنه منذ انطلاقة جمعية ترابط في تقديم خدماتها بداية عام 2013، وهي لا تدخر جهداً، في تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لتسهيل حصول المرضى على الخدمات العلاجية والالتزام بالحضور في مواعيدهم لدى المستشفيات من خلال تذليل الصعوبات المادية والاجتماعية عبر تأمين السكن في شقق فندقية وتوفير المواصلات لهم من وإلى المستشفيات ومقر إقامتهم وتوفير الأجهزة الطبية للرعاية المنزلية.
وأضاف أن الجمعية تمكنت خلال عشر سنوات من خدمة أكثر من 31 ألف مستفيد، حيث تم توفير السكن لأكثر من 11 ألف مريض ومرافق وتأمين النقل للمرضى ومرافقيهم في أكثر من 31 ألف رحلة وتوفير أجهزة طبية لأكثر من 2000 مريض بتكلفة إجمالية بلغت 26 مليون ريال، مشيراً إلى أن هذه الجهود أثمرت عن حصول الجمعية على شهادة الآيزو في جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين منذ عام 2019، لتؤكد على أننا نسعى دوماً للأفضل.
وأضاف العريفي أن ما حققته الجمعية لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله، ثم بالرعاية الكريمة من سمو أمير المنطقة الشرقية، وبفضل تبرعات الداعمين الذين ساندونا منذ اليوم الأول، لشعور الجميع بالمسؤولية المجتمعية من مسؤولين ورجال أعمال ورعاة وأفراد المجتمع.
وبيَّن أنه بمناسبة الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء هذه الجمعية المباركة، نؤكد سعينا الحثيث لتحقيق رسالتها في خدمة المجتمع للتخفيف من معاناة المرضى المحتاجين ومرافقيهم ومساندتهم أثناء تلقيهم العلاج بمستشفيات المنطقة الشرقية.
وأشار إلى أنه لتحقيق أهداف الجمعية تم إبرام عدة اتفاقيات لإسكان المرضى في شقق فندقية مهيأة ومجهزة بكافة وسائل الراحة للمرضى ومرافقيهم بدعم من مجموعة سالم بالحمر وشركة الأنصاري القابضة بالدمام وشركة ردمة بالجبيل، كما أنه يتم الآن إعداد المخططات لإنشاء مشروع مجمع ترابط لمساندة المرضى بمدينة الخبر ليساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية لإسكان المرضى وخدمة المستفيدين في مدينتي الخبر والظهران.
واختتم العريفي كلمته بالتأكيد على أن تخفيف معاناة المرضى وتوفير احتياجاتهم، عمل يبعث على السعادة وراحة النفس، وستواصل الجمعية مسيرة العطاء وتتوسع في تنفيذ المشاريع الخيرية التي من شأنها رفع مستوى الخدمة المقدمة للمستفيدين وتلبية احتياجاتهم وتقديم المساندة والعون لهم
بينما أكد رئيس مجلس إدارة جمعية ترميم المهندس حمد الخالدي في كلمته بأنه ومنذ انطلاق مسيرة جمعية ترميم في المنطقة الشرقية كجمعية تخصصت في ترميم منازل الأسر المحتاجة المتعففة، وهي تسعى لإيجاد بيئة سكنية مريحة للأسر، من خلال تأهيل المنازل بأفضل الطرق الهندسية والاقتصادية.
وأضاف الخالدي أن تلك المسيرة التي قامت بها الجمعية وضعت نصب عينها هدف ترميم وتأهيل منازل الأسر المحتاجة وبناء حياة كريمة لهم في قمة أولوياتها إلى جانب إيجاد بيئة سكنية آمنة ومريحة للأسر المستفيدة في أجواء هادئة ومطمئنة والمشاركة الاجتماعية وإحياء قيم التكافل الاجتماعي من خلال برامج موجهة لأفراد المجتمع وكياناته لإشراكهم في هذا العمل النبيل.
وبيَّن أن الجمعية تمكنت خلال الفترة الماضية من انجاز ترميم 502 منزل على مستوى محافظات ومدن الشرقية يسكنها 3012 مستفيد وتوجت تلك الأعمال بحصول الجمعية على ست جوائز تخصصية.
وأشار إلى أن الجمعية انتهجت خطة مؤسسية وإستراتيجية من أجل تحقيق أهدافها ولزيادة الموارد المالية بمنهجية ومفهوم الاستدامة بالإضافة إلى التعاون مع عدد من الشركاء والمكاتب الهندسية المتخصصة والمصانع ومعارض مواد البناء إلى جانب عدد كبير من المتطوعين، وبيَّن أن هذا التعاون أثمر عن تحقيق قصص نجاح مستمرة عاماً بعد آخر من أجل خدمة مستفيدي الجمعية وتحقيق أحلامهم في ترميم منازلهم حتى يعيشوا في بيئة مناسبة وسكن ملائم.
وأضاف أن الإنجازات التي حققتها الجمعية طوال مسيرتها ما كانت لتحدث وتكون واقعاً نراه جميعاً لولا الله ثم الدعم الدائم وتوجيهات سمو أمير الشرقية للجمعية.
وقال الخالدي: يظل الحديث عن الآثار والنتائج التي تتحقق من مشاريع الترميم على نفوس الأسر المستفيدة من أعظم الغايات وأنبلها مثلما رأينا في قصة «أم نايف» وغيرها، حيث تحولت وتبدلت حياة هؤلاء بعد توفير السكن الملائم لهم، وسوف تواصل الجمعية تلك الرسالة مستعينة بخبرات تراكمت على مدار السنوات الماضية حتى تقدم خدمات أكثر جودة لمستفيديها الذين ترعاهم.
وقدم رئيس مجلس إدارة ترميم في نهاية كلمته الشكر والتقدير لسمو أمير الشرقية راعي الاحتفال على دعمه الدائم لأعمال الجمعية وسمو نائبه لدعمه المتواصل، كما شكر جميع الحضور ورجال الخير على مشاركتهم الاحتفال وعلى دعم الجمعية لتحقيق تطلعات مستفيديها.
وتم خلال الاحتفال تقديم عرض مرئي عن إنجازات جمعية ترابط، كما تم استعراض مشاريعها، بالإضافة إلى تقديم عرض مرئي عن مشاريع جمعية ترميم، كما تم الاستماع لكلمة إحدى مستفيدات جمعية ترميم، حيث تحدثت عن كيفية تحول حياتها للأفضل بدعم أصحاب الأيادي البيضاء.
ثم قام سمو أمير الشرقية بمباركة توقيع جمعية ترابط عدداً من الاتفاقيات، كما بارك سموه توقيع جمعية ترميم لعدد من الاتفاقيات مع مجموعة روشن ومؤسسة سالم بالحمر وعائلته الخيرية ومجموعة محلات محمد محمد الدوسري وجمعية كفاءة للصيانة والتشغيل وجمعية الخرسانة والإنشاء، وفي نهاية الاحتفال قام سمو أمير الشرقية بتكريم الداعمين وشركاء النجاح لجمعيتي ترابط وترميم والذين كانوا عوناً لتتمكن الجمعيات من تقديم خدمات ذات جودة عالية للمستفيدين، كما قدم رئيس مجلس إدارة جمعية ترابط ورئيس مجلس إدارة جمعية ترميم درعاً تذكارياً لسمو راعي الحفل تقديراً لسموه على دعمه الكبير وعلى تفضّل سموه برعاية هذا الحفل.