سهوب بغدادي
في عصر الحداثة والتقنية كل شيء يبدو ممكناً، حيث سمعنا عن طيارات من دون طيار، فلِمَ لا نرى سيارات من دون سائق؟
كانت هذه فكرتي أثناء عبوري الشارع بالقرب من أحد المولات الشهيرة قبيل أذان المغرب بساعة في رمضان، ورؤيتي تلك السيارة (جمس) دون سائق في طريقها لدهسي بعنفوان! والعياذ بالله، للأسف في هذه اللحظات يسترجع الشخص أهم ما لديه ويمر شريط حياته أمام عينيه، إلا أنني من شدة الاستغراب بت أفكر في التقنية وتطور السيارات دون سائق وفق ما اتضح لي من المشهد، حمدًا لله توقفت السيارة وبيني وبينها بعض السنتيمترات، فتنحيت جانباً مقتربة من مقعد السائق لأتأكد مما رأيت، وقد خاب ظني، فلم تكن سيارة متطورة بل سيارة يقودها طفل! فقلت له «لماذا تقود السيارة يا ولدي والله ما يصير وخطر»، فقال ضاحكا «يا خالة مشي حالك عادي!» فقلت «مو عادي» وفر هارباً مني ذاك الطفل، لقد تفاجأت من صغر عمر الطفل قد يكون في الثامنة أو التاسعة من عمره، وتفاجأت أكثر من المكان الذي يقود فيه فهو مأهول ويعج بالمارة والأطفال والسيارات الأخرى، وتبرز تساؤلات عديدة في هذا الإطار من أهمها، أين أهله؟ وما سبب خروجه وحيداً؟ ولمن السيارة؟ وهل عاد سالماً؟ وما الفعل الصحيح للحد من هذه الظاهرة؟ ظاهرة قيادة الأطفال، وإن كانت معتادة لدى البعض ومن مظاهر الرجولة المبكرة إلا أنها خطر على الغير وخرق للقوانين، (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه). من هنا، يتحتم على الأهل ألا يتساهلوا ويتراخوا في هذه المسألة حرصاً على سلامة الطفل وأفراد المجتمع ولتلافي ما لا يُحمد عقباه.