بعنوان (المدير الذي لا يتغافل)، نشرت صحيفة الرياض مقالاً للكاتب الدكتور المهندس عصام أمان الله بخاري نقلاً عن صحيفة الوطن البحرينية مقالاً للكاتب الأستاذ رائد البصري عبارة عن قصة جميلة تحكي واقع شاب في مقتبل العمر التحق بالعمل في إحدى المنظمات ووصف من قبل الكاتب بأنه نشيط في عمله منجز مفيد لتلك المنظمة التي يعمل فيها ويحقق أرباحاً لها بشكل يتمناه كل مدير منظمة إلا أنه يُعاب عليه كثرة الاستئذانات من العمل والخروج مبكراً أحياناً أو الحضور متأخراً. في أحد الأيام طلب ذلك الشاب, المجد في أعماله والمتمكّن من مهام عمله على حد وصف الشاب في المقالة إجازة للسفر وأنا أروي هنا ما رواه الدكتور عصام نقلاً عن الأستاذ رائد أن ذلك الشاب طلب كما أسلفت إجازة للسفر من أصدقائه إلا أنه تعلَّل بأنه مريض لا يقوى على القدوم في ذلك اليوم أو الأسبوع.
من جانب آخر فرد عضلاته أبو العريف أعني مديره في العمل وتوجه في ذلك اليوم المطلوب فيه بداية يوم الإجازة إلى منزل ذلك الشاب لينتظره عند باب منزله ويفاجئه أنه كشف حقيقته. أنا على يقين أن ذلك المدير رفع قبعته لحظتها ونظر إلى الشاب نظرة انتصار وهمهم بكلمة مفادها (قفطتك) أي كشفت حقيقتك. علّق الدكتور عصام أن ذلك المدير ارتكب خطأ شنيعاً بعد أن قدم ذلك الشاب استقالته وتوجه لمكان آخر يقدر إنجازاته ويحترمها وهو المطلوب إيماناً ممن استقبله في عمله الجديد بأن الكيف أهم من الكم في أي عمل نقوم به في حياتنا ولكن من يعي ذلك هذا ما يحيرني؟ من باب الفائدة لي ولزملائي في العمل أرسلت رابط ذلك المقال إلى عميد كليتنا في الكلية التقنية بالرياض -حفظه الله - الأستاذ عبد الرحمن الحامد الصديق الجميل في الكلية التقنية بالرياض كذلك بعثت عبر بريدي الإلكتروني نسخة لكل من محافظ مؤسستنا الدكتور أحمد الفهيد ورئيس قسمنا في الكلية الأستاذ علي المنصور وكل ما أتمناه الفائدة من تلك القصة أو المقالة. هنا خالجني شعور الكتابة عن المدير المخادع في تعامله مع موظفيه والذي يسيّر العمل بالتحايل ونشر معلومات مغلوطة من أجل السير بالعمل على أكمل وجه وهو للأسف يسير بها للهاوية. كل إنجازاته مغلوطة وغير صحيحة لنقلها لمن هم أعلى منه مكانة وأعطوه الثقة بإيكال المهمة المناطة به إما طمعاً في تجديد فترة عمله في منصبة أو الحصول على مميزات أخرى.
أنا من وجهة نظري مثل هذا المدير هو السيف المسلط الذي يقطع الرقبة من الوريد للوريد. قد يكون بحسن نية أو خبث منه لا يعلم بالنوايا إلا الله - سبحانه وتعالى- ولكن يغلب على الظن حسن النية للرقي بتلك المنظمة التي يرأسها إلا أنه لا يعي مخاطر تلك الطريقة في التعامل، واللوم هنا بالدرجة الأولى يقع على من يقع تحت إدارته أي المدير. كيف لا يتحقق من سير العمل في تلك المنظمة هل هو غفلة منه أو ثقة زائدة أين التقارير التي يجب أن تصل لمن هو أعلى منه منصباً للتحقق من كل شيء بدلاً من النوم في سبات عميق. أليس في مثل هذا التعامل نوع من فقدان الكفاءات في تلك المنظمة إذا ما انكشفت الحقيقة للموظفين في تلك المنظمة ويكون ذلك معول هدم لا بناء من أجل الإنجاز.