خالد بن حمد المالك
بين يديّ نداءٌ وجّهه عدد من الشخصيات اللبنانية بعنوان (أنقذوا لبنان) إلى المجتمع الدولي وسائر الدول العربية والشعوب الصديقة، يصفون فيه حالة لبنان، وأنه معرض لخطر الزوال، مستصرخين الضمير العالمي لمساعدة اللبنانيين على الخروج من أزمتهم، ولرفع الخطر المحدق بهم.
* *
استند الموقعون في ندائهم على التقارير الدولية، وبينها أن الشعب اللبناني معرض للمجاعة الكارثية بحسب منظمة الأمم المتحدة للغذاء (تقرير 2021م FAO) والفقر الذي أسموه متعدد الأبعاد، مشيرين في ذلك إلى أن 82 % من سكان لبنان عاجزون عن تأمين مقومات الحياة الأساسية من غذاء, وصحة, وتعليم, وخدمات عامة, كهرباء, ونقل, واتصالات (تقرير الإسكوا لعام 2021م ESCWA).
* *
ويزيدون على ذلك بأن 84 % من الأسر ليست قادرة على توفير أساسيات العيش لأطفالها (تقرير اليونيسيف لعام 2022م UNICEF), وأن لبنان يمر بأزمة اقتصادية تعد من أسوأ ثلاث أزمات عالمية منذ 100 عام (تقرير البنك الدولي لعام 2021م) إلى جانب التضخم الذي يشير النداء إلى أن لبنان أصبح الأول عالمياً في تضخم أسعار الغذاء بنسبة 216 % (البنك الدولي، مؤشرات 2022م).
* *
وتضمّن النداء الحرمان من الاستشفاء والدواء، وأن الناس يموتون في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء أو الدواء (منظمة أطباء بلا حدود (2021م Medecins sans Frontieres), وكذلك حرمان الناس من استرداد أموالهم من المصارف (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان).
* *
وإلى جانب كل هذه المآسي، هناك تفجير مرفأ بيروت، وهو ثالث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ كما يشير إلى ذلك النداء، وقد وقع في وسط مرفق عام، وقربه من أحياء سكنية مكتظة بالسكان دمرت بالكامل، كما قتل وجرح الآلاف من الناس الأبرياء، والغريب أن أحداً لم يتحمل مسؤولية هذه الجريمة، وقد تعمدت السلطة اللبنانية عرقلة مجرى العدالة بحسب توصيف منظمة العفو الدولية 2022/ 2021م).
* *
هذا النداء الموثّق في كل فقرة منه، يظهر بالدليل القاطع تقاعس السلطة اللبنانية عن عمد في القيام بأي خطوة تصحح الأوضاع، نتيجة الانتماءات الحزبية والمذهبية والمصالح الشخصية، وهو ما يجعل لبنان معرضاً للانفجار في أي لحظة ليتم القضاء على ما بقي فيه من شكل الدولة.
* *
لبنان يحتاج إلى عمل كبير حتى يتعافى، ولا يمكن أن يتم ذلك دون قصّ أجنحة ميلشيا حزب الله والتيار الوطني الحر، وكذلك ميليشيا أمل، إذ بدون ذلك فإن العلاج سوف يستعصي على لبنان لحل مشاكله، وبدون ذلك لن يجد لبنان أي دعم خارجي لمعالجة أوضاعه، لأن أي دعم سوف يذهب لتسمين عناصر هذه الأحزاب الثلاثة لممارسة إرهابها، لا إلى حل لإنهاء معاناة المواطنين.