د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا أحد يجادل إطلاقاً في كون المعلم يمثل رأس حربة التعليم، لكننا للأسف بالغنا في تضخيم دور المعلم إلى حد جعل بعضهم يتصور أن أي خلل في المنظومة التعليمية يمكن إصلاحه عن طريق إصلاح ذلك المعلم السوبر الخرافي - إعداداً وتدريباً وتمهيراً. نعم المعلم يؤدي دوراً محورياً في تحقيق أهداف أي برنامج تعليمي تربوي، وهذا ما يؤكده كل قائد أو مسؤول تربوي مر على وزارة التعليم عبر مسمياتها المختلفة السابقة. لكن الخشية هنا هو أن مثل هذا التصور المبالغ فيه عن الدور الأسطوري للمعلم قد يدفع أسر الطلاب إلى اعتقادهم أن المعلم سوف يعوض تقصيرهم في تأدية مسؤولياتهم تجاه تعليم أبنائهم، ولعلكم لاحظتم أن بعض الآباء يشغل إدارة المدرسة لكي ينقل ابنه إلى صف معلم متميز، وبمجرد أن يتحقق له ذلك ينسحب تماماً من المشهد التعليمي لابنه، ويتخلى حينئذ عن مسؤولياته التربوية التعليمية تجاه ابنه، ظناً منه أن المعلم بمفرده سيجبر أي نقص أوضعف تعليمي عند ابنه، وهذا هو الوهم بعينه، من وجهة نظري أعتقد أن المعلم والأسرة يملكان نفس القوة في التأثير على تعليم الطالب، هذا إن لم تتفوق الأسرة على المعلم.