سلمان بن محمد العُمري
لم يعد بعض (المشافيح) للشهرة و(الفخفخة) يكتفون بتزييف الشهادات العلمية والألقاب كلقب (الدختور)، بل تعدى ذلك إلى مسميات وألقاب لا تمت للحقيقة بصلة كلقب السفير والخبير والمستشار وعضو الاتحاد الدولي، وغير ذلك من المسميات التي يقدِّم بها البعض نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول أحد الكتَّاب: من الأشياء التي لم يطلها الغلاء عندنا نفخ الهواء لدى (البنشر)، ولكن ثمة شيء ينافس ذلك ولا يزال رخيصاً عند (البشر) ألا وهو نفخ الذات لدى البعض من خلال (تدبيج) الألقاب والمسميات العلمية والعملية على أنفسهم دون استحقاق، فبعد موجة (الدكترة) الملفقة جاءت ألقاب (المستشار.. الخبير.. الباحث.. العضو) ... إلخ، وقد صدق في هذا الوصف.
وقد أدرك ثلة من اللصوص الذين كانوا يبيعون الشهادات مرض هؤلاء فأصبحوا يقدِّمون لهم شهادات ومسميات وخبرات وعضوية مؤسسات دولية وهمية وبمقابل، والعقلاء يدركون سذاجة هؤلاء وضعفهم علمياً وفكرياً، ولكن للأسف بقصد أو غير قصد وبجهل أو بعلم نرى بعضهم يُستضاف في برامج إعلامية ويقدَّم بمسمياته وخبراته الزائفة.
نرى ونسمع ألقاباً عجيبة وغريبة؛ فأحدهم لم يكتف بالعضوية ولا الخبرة فتراه يدبج أمام اسمه رئيس الاتحاد العالمي لـ......، ومنهم من تراه يضع في تعريف جواله أو ما يخصه بمنصات التواصل بـ (سفير خدمة مجتمعية): أي خدمة مجتمعية؟ ومن منحه هذا اللقب؟ ومتى منح؟ وهذه المؤسسة أين تُوجد؟ وماذا تعمل؟ ومن هي الجهة الرسمية التي وافقت على أن يكون بهذا الوصف الذي يطلقه على نفسه؟ والسؤال: إلى متى يستمر استغفال هؤلاء لأنفسهم ولمجتمعهم؟ وما الذي حدا بهؤلاء الذين يسبغون على أنفسهم أشياء لا يعرف من أين يأتون بها؟، ومن هي الجهة التي يفترض أن توقف هذه المهازل..؟!.
فاصلة
قد يعشقُ المرءُ مَن لا مالَ في يدهِ
ويكرهُ القلب من في كفّه الذهبُ
ما قيمة الناسِ إلا في مبادئهم
لا المالُ يبقى ولا الألقابُ والرتبُ