«الجزيرة» - عمار العمار:
هل يكافأ الناجح بهذا الشكل، وهل يكون حال من يحمل على عاتقه تشريف الكرة السعودية في المحافل الخارجية أن يتم إلزامه بجدولة غير منطقية وهو على بعد أمتار قليلة من تحقيق منجز للكرة السعودية؟
الهلال وحيداً يحمل على عاتقه اسم الوطن ويرفعه عالياً، يتحمل الصعاب ويشرف الوطن في كل المحافل، إشادات واسعة نالها من أعلى سلطة في البلد ممثلة في سمو ولي العهد حين قال ( شرفتوا الوطن )، وتم الإشادة به من أعلى سلطة رياضية ممثلة برئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الآسيوي وشخصيات رياضية عالمية.
النادي الأول محلياً في التصنيف العالمي والأول آسيوياً في التصنيف العالمي للقارة الآسيوية والأول عربياً في نفس التصنيف الذي وضعه في المركز الـ38 عالمياً يقارع بها أعتى أندية العالم, وكل هذا يصب لمصلحة الكرة السعودية في المقام الأول.
الهلال خرج بوصافة بطولة أندية العالم 2022، وتأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2022 للمرة الثالثة خلال أربعة مواسم وهو خير من يمثل الكرة السعودية في المحافل الخارجية والأكثر تحقيقاً للألقاب.
هذا الفريق المثخن بالجراح زعيم القارة الآسيوية بإصابة أفضل لاعبيه وغيابات مؤثرة تمت جدولة مبارياته قبل النهائي الآسيوي بشكل غريب ومرهق حيث سيلعب خلال 23 يوماً 7 مباريات بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام في واقعة تدفع به للنهائي الآسيوي بإرهاق كبير ربما يدفع معها ثمن خسارة النهائي الآسيوي وربما خسارة المنافسة على بطولتي الدوري وكأس الملك إذا ما كان التركيز على بطولة دوري أبطال آسيا بإراحة اللاعبين الأساسيين.
تضرر الهلال من الجدولة لم يكن وليد اليوم يدفع معها الهلال ثمن خسارة البطولات، فسبق أن أجبر على اللعب بدون لاعبيه الدوليين في أكثر من مناسبة كما حدث في بطولة الخليج للأندية عام 1989 في البحرين التي لعبها الهلال بالرديف ومجموعة كبيرة من لاعبي درجة الشباب كما سبق وأن أجبر على اللعب في أكثر من بطولة بغياب دولييه كبطولة الكؤوس العربية 2002 بتونس ودوري أبطال آسيا 2006 بتطبيق قاعدة 30 %، كما أن الهلال اضطر للانسحاب من نهائي البطولة الآسيوية أبطال الدوري عام 1988 التي كان من المفروض أن يلعبها أمام يوميري الياباني بسبب عدم السماح للاعبيه الدوليين باللعب لانضمامهم لمعسكر المنتخب, وفي نسخة 2018 خرج من الدور الأول بدوري أبطال آسيا بسبب عدم السماح للاعبيه من المشاركة في الأدوار النهائية التي خرج منها الأهلي كذلك بعد السماح لعدد من دولييه بالمشاركة في دور الستة عشر، وسبق وأن تم رد طلب الهلال باستثناء لاعبيه عام 2014 قبل نصف النهائي أمام العين الإماراتي وتم ضغط مبارياته في ذلك الموسم، ولعل الجميع يتذكر ما حصل موسم 2019 من ضغط كبير بجدولة غير منصفه راح ضحيتها الهلال بخسارته لجميع البطولات المتاحة في ذلك العام قبل أن يعود بأقوى البطولات في العام الذي يليه ويحقق ثنائية آسيا والدوري.
في المقابل هناك فرقٌ استفادت من تسهيلات لدعمها في المشاركات الخارجية والأمثلة خير شاهد وعلى سبيل المثال حين تم استثناء لاعبي النصر من الانضمام للمنتخب قبل بطولة الخليج 1996 التي حققها النصر، وتم استثناء لاعبي الاتحاد من الانضمام للمنتخب كذلك في بطولة دوري أبطال آسيا 2004 و2009، كما تم استثناء لاعبي الشباب عام 2010 من الانضمام للمنتخب قبل نصف نهائي آسيا، والأمر نفسه عندما سمح لعدد من لاعبي الأهلي بالمشاركة أمام السد عام 2018.
ختاماً، الهلال يمثل الوطن ولا يمثل نفسه، ودعمه حق أصيل ومكتسب، قليلاً من الإنصاف فقط بإعادة جدولة المباريات، فإن لم تدعموه فلا ترهقوه على الأقل حتى يعود بمنجز يفتخر به الوطن ..