سلطان مصلح مسلط الحارثي
خرجت خلال الفترة الماضية عبر وسائل الإعلام إحصائية تخص عدد اللاعبين الذين قامت الأندية باستقطابهم منذ عام 2018 وحتى هذا الموسم 2023 سواء لاعبين محليين أو أجانب، وأبرزت الإحصائية تعاقدات بعض الأندية الكبيرة مثل الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، لتتضح الرؤية أمام المتابع الرياضي، ويستطيع البناء على تلك الإحصائية، التي أوضحت أن فريق الأهلي الذي يلعب حالياً في دوري يلو «الدرجة الأولى» يعتبر أكثر الأندية استقطاباً للاعبين، حيث قام بالتعاقد مع 44 لاعباً، ولكن النتيجة كانت «كوارثية» بحق هذا النادي وجماهيره، حيث لم يستفد من كل هذه التعاقدات، بل فشل فشلاً ذريعاً، وكانت نهايته الهبوط لدوري يلو، ويأتي ثانياً فريق الاتحاد، حيث تعاقد مع 26 لاعباً منذ عام 2018 وحتى عام 2023، والنتيجة بطولة واحدة فقط، ويأتي ثالثاً، فريق النصر الذي قام باستقطاب 22 لاعباً، وحقق ثلاث بطولات، بينما يأتي رابعاً فريق الهلال الذي قام بالتعاقد مع 15 لاعباً، وهو أقل الفرق الكبيرة تعاقداً مع اللاعبين، ولكنه يعتبر أكثر الفرق تحقيقاً للإنجازات سواء المحلية أو الآسيوية، بل وتجاوز ذلك، حينما وصل لنهائي كأس العالم للأندية 2022، وحقق لقب»وصيف العالم»، بينما حقق في نفس الفترة من 2018 وحتى 2023، لقبي دوري أبطال آسيا 2019 و 2021، واحتكر لقب الدوري السعودي في آخر ثلاث نسخ منذ موسم 2019-2020 وحتى موسم 2021-2022، كما حقق لقب كأس الملك 2020، ولقب كأس السوبر2021.
هذه الإحصائية تدل على أن «الاستقرار» يعتبر «العنوان» الرئيسي والمهم لتحقيق البطولات، والاستمرار في منصات الذهب، ففريق مثل الهلال، استطاع باستقراره على عدد معين من اللاعبين، والتعاقد وفق الحاجة، من تحقيق الذهب، بل واحتكاره، بينما فريق مثل الأهلي يعتبر ركناً من أركان الكرة السعودية، تعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، ولم يستقر على تشكيلة محددة، فوجد نفسه في «متاهة» كبيرة، ولم يستشعر بالخطر، إلا حينما «هبط» لدوري الدرجة الأولى، ونفس الأمر ينطبق تماماً على فريق الاتحاد، الذي نافس قبل ثلاثة مواسم على الهبوط، ولكنه استطاع أن يعود في الوقت المناسب، وأصبح ينافس على لقب الدوري منذ موسمين، ولكنه لم يحقق خلال الفترة 2018 وحتى2023 إلا بطولة السوبر، وحالياً يتصدور دوري المحترفين، وقياساً على تاريخ العميد أعتقد أن هذا لا يليق في نادي الاتحاد، الذي يتمنى أنصاره أن يجدد العهد في البطولات الكبيرة سواء بتحقيق لقب الدوري السعودي أو العودة وتحقيق ذهب دوري أبطال آسيا، بينما فريق مثل النصر، يملك «أغلى وأثمن» اللاعبين الأجانب، لم يستطع من تحقيق رغبات جماهيره، سواء بتحقيق لقب الدوري، الذي غاب عنه منذ ثلاثة مواسم، أو كأس الملك الذي لم يحققه منذ عام 1991، أو حتى البطولة «الحلم»، دوري أبطال آسيا، التي يتمنى كل مشجع نصراوي تحقيقها، بعد أن عجز الفريق النصراوي من الوصول لها طوال مشواره.
ولعل مامر به فريق الأهلي تحديداً، يكون عبرة لبقية الفرق، التي حينما تخفق في البطولات، تسعى بكل قوة للتغيير، وتستمر على هذا النهج الخاطئ، دون أي استفادة من الأخطاء السابقة، وفي المقابل يفترض أن تتخذ كل الأندية دون استثناء نادي الهلال «قدوة» لها، فهذا الفريق المحترم، أصبح اليوم عنواناً رئيسياً للمشهد الرياضي في السعودية، و «تقليده» أو السير على «نهجه» ليس عيباً، بل العيب، حينما تفشل وتكابر، وتستمر على الأخطاء.
تحت السطر:
_ في بعض البرامج الرياضية وصل البعض لحد «البلاهة» من خلال مايطرحه، وأصبح البعض من ضيوف تلك البرامج «أضحوكة» يتم تناقل حديثه من باب نشر «الفكاهة»، وهذا يثير غضب الإعلامي الحقيقي المهني، ولكنه في المقابل يدل على المرحلة الهزيلة التي وصل لها الإعلام الرياضي الفضائي.
_ ضغط فريق الهلال بمباريات متتالية خلال فترة محددة وقبل خوض نهائي دوري أبطال آسيا لا يمكن إيجاد مبرر له ولا معرفة أسبابه، فالهلال اليوم يمثل الوطن ولا يمثل نفسه، فكيف يتم ضغطه بهذا الشكل؟
_ أشار رئيس نادي الطائي الأستاذ تركي الضبعان إلى أن مباراة فريقه مع النصر تم تأجيلها دون العودة له، ولم يعلم عن التأجيل إلا بقرار من لجنة المسابقات، فهل يملك من انتقد اللجنة حينما أجلت مباراة الهلال والفيحاء بعلم إدارة الفيحاء، أن ينتقد اللجنة وهي من أجلت مباراة النصر والطائي دون علم إدارة الطائي؟
_ رحيل مدرب منتخبنا السعودي ايرفي رينارد خسارة كبيرة، فهذا المدرب قدم مع المنتخب السعودي أجمل المستويات الفنية، ولن ننسى مباراتنا مع منتخب الأرجنتين التي فاز فيها المنتخب في كأس العالم في قطر 2022، والأسباب التي ذُكرت لرحيله غير مقنعة نهائياً، ولكن نتمنى أن يوفق اتحاد الكرة في اختيار مدرب يليق بسمعة الكرة السعودية.