د.عبدالعزيز الجار الله
من نعم الله على بلادنا السعودية وعلى أرض الجزيرة العربية التي تشكل السعودية 70 في المائة من مساحة الجزيرة العربية وتجمع بين:
- البحر الأحمر بطول شواطئه 2600 كيلومتر.
- وشواطئ طويلة أيضا على الخليج العربي بطول 1200 كيلومتر.
- ليكون طول الشواطئ السعودية الإجمالية هي 3800 كيلومتر.
- مطلة على بحر العرب والمحيط الهندي عبر الخليج العربي.
- مطلة على البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
من نعم الله أن كرم الجزيرة العربية وبلادنا السعودية بنزول الوحي على النبي الكريم خاتم الأنبياء في أرض دولتنا قبل 1400 سنة، النبي العظيم الذي أرسل للعالمين هداية ورحمة، وخص الله بالرسالة خاتمة الرسل أن تنزل في أرض العرب، وعلى عرب الجزيرة العربية، ويكون لهم الفضل بعد الله أن ينقلونها إلى بقاع الأرض، كما خصنا الله بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والسيرة النبوية العطرة، وأن تكون بلادنا العاصمة الأولى للخلافة الراشدة، وتشهد عاصمة الخلافة الإسلامية المدينة المنورة هزيمة أكبر امبراطوريتين في العالم القديم فارس ساسان، وبيزنطة وريثة الروم لينشر العرب الرسالة المحمدية الإسلامية وينقلوها إلى العالم، فقد كانتا فارس وبيزنطة تضغطان على الجزيرة العربية، وتخنق القبائل والحواضر والممالك العربية بالحروب والحصار والاحتلال، فارس من الشرق، وبيزنطة من الشمال والغرب.
كان لنا من التاريخ العربي العريق حيث بدأت الهجرات السامية والسلالات العربية بالهجرات السامية من الألف الخامس قبل الميلاد - أي قبل 7000 سنة مضت - إلى بلاد الرافدين دجلة والفرات، والهلال الخصيب الشام والعراق، من البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي غربا، حتى الصين وآسيا الوسطى شرقا، ومن بحر العرب والمحيط الهندي جنوبا، حتى البحر الأسود وبحر قزوين شمالا.
أذن تقع علينا مسؤولية تعميق وتكثيف الدراسات التاريخية والأثرية والنشر الإعلامي لهذا التاريخ العربي والإسلامي في أحد مراحله الحضارية ضمن سلاسل مراحل التاريخ من البحر الأحمر مرورا بوسط المملكة إقليم نجد إلى الخليج العربي، هذا المحور الأفقي الذي يربط بين: تجمع مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، مرورا بالرياض، ثم الاتجاه شرق حتى الدمام. ليس فقط في الرسائل العلمية وخزائن المكتبات أنما تسويق هذه الحقائق ونشرها إعلاميا وتعريف الأجيال بهذه الحقائق العلمية عبر مشاريع إعلامية والمحطات الفضائية وإعادتها على مسامع وعيون وأفئدة من يعمد إلى تشوية التاريخ الحضاري للجزيرة العربية والتاريخ السعودي، وإلى من يحاول تجريد العرب من تاريخها الطويل في خدمة الإنسانية، وقوافل السلالات العربية التي تحملت مسؤوليات الأمانة العربية والإسلامية في نقل الدعوة والمعرفة والثقافة العربية، ومنافسة الأمم والشعوب ومازلنا نقبل التحدي في إثبات الذات والشخصية السعودية والعربية.