الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
كان الشيخ الجليل القاضي التمييز في وزارة العدل الكاتب محمد الدخيل، أو الأصمعي، أو أبو تماضر، أو الذهبي يكتب بهذه الألقاب في صحافة الأفراد الفترة ما بيم 1374-1384هـ / 1954-1964م واكتسب أهميته من خلال أمرين تبناهما في مسيرته الكتابية، وهما: أنه لم يحصر نفسه كاتبًا في مجلة واحدة بل غطت مقالاته أغلب الصحف والمجلات في تلك الفترة،كما أنه لم يتخصص كاتبًا أو ناقدًا في الأدب فقط، بل تنوّعت اهتماماته وأطروحاته، ما بين الأدب إلى البلدانيات إلى هموم الوطن ومواطنيه، وغير ذلك... جاء ذلك في كتاب: «وليس أخلد من مقال - 100 مقال بين عامي 1377 - 1384 هـ» يرصد فيه الأستاذ محمد بن عبد الله السيف مقالات الراحل وكتب مقدمته، للشيخ الأديب محمد بن دخيل الذي تخرج من كلية الشريعة، ضمن أول دفعة فيها، ويرفض العمل قاضياً، وانخرط في الكتابة الصحافية في عددٍ من الصحف والمجلات السعودية، هذا الكتاب يضم مجموعة مختارة من مقالاته، وتنوّعت مقالاته في مجالات شتى في الفكر والأدب.
وفي البلدانيات، وفي قضايا وطنه وهموم مواطنيه.
وسيطلع القارئ على عدد من المقالات التي تضمنت مقترحات وتساؤلات في قضايا تنموية وإدارية سبقت عصرها، عُرف الكاتب بسعة الأفق والسماحة، وانفتاحه على الآداب العربية و لم يكتف بذلك بل شملت آراؤه ومقترحاته القطاع الخاص، عن الشركات العاملة في التنمية والعمالة الوافدة، وطرح تساؤلات جريئة ومثيرة من مصلحة العمل والعمال التي هي نواة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن أفكاره النيرة مطالبته بإيجاد سجل للأوقاف العامة وذلك قبل مرجعية المساجد فى المملكة لتكون من مهامها، أما فكرته بإنشاء «وزارة العدل»، التي طرحها عام 1381هـ الموافق 1962م، وهي الوزارة التي تأسست عام 1390هـ الموافق 1970م، أي بعد طرحه للفكرة ومن أهم هواياته القراءة والمطالعة في أمهات كتب التراث، وكان يعتني بكتب الأدب والشعر على نحو خاص، إذ كان ذواقة للشعر العربي، يحفظ أرقه وأعذبه، وكان يُحسنُ انتقاء القصائد من عيون الشعر العربي، وله طريقته المميزة في الإلقاء والإنشاد.
وكان مجالسوه يُعجبون من حضور بديهته فيما پستشهد به من فرائد وكان يميل إلى شعر البحتري، وحافظ إبراهيم، وخير الدين الزركلي، ويحفظ أغلب ديوان البحتري ، وله مؤلفان مخطوطان:
الأول: نظرات نقدية في أمهات كتب التراث، في نحو 500 صفحة، والثاني: رحلة واسعة قام بها في 1383/3/1هـ إلى معظم بلاد نجد، ومنها الوشم، وألف عن هذه الرحلة كتابًا في نحو 200 صفحة.. من أبنائه معالي الدكتور عزام بن وزير الدخيل وزير التعليم الأسبق، والعالم اللغوي د.جواد بن محمد الدخيل ود.ليلى بنت محمد الدخيل أستاذة الأدب القديم في جامعة الأميرة نورة.