سهوب بغدادي
فيما لا أؤمن بمفهوم التنافس والقتال على الدرجات، كونها عنصرًا مكملًا لعناصر التعليم، لكنها الأسلوب المتبع للمفاضلة بين المتقدمين للتخصصات، وجرت العادة على التوتر قبل أداء الاختبار والمقولات المنوطة بذلك كثيرة من أبرزها «ساعة الامتحان يكرم المرء أو يهان» وما سبق ليس لزامًا لإكرام المرء أم إذلاله نظرًا لتداخل معطيات كثيرة مع المحصلة النهائية والدرجة المرتقبة، منها الجوع والعطش والحالة النفسية وجودة النوم في الليلة التي تسبق الامتحان، ودرجة حرارة الغرفة التي يؤدى فيها الامتحان، وقس على ذلك. بما أن الدرجة المرتفعة أصبحت طموحًا بل هاجسًا لطالب المرحلة الثانوية على وجه الخصوص في اختباري التحصيلي والقدرات، فإن التعامل والتكيف مع الاختبارات من تلك النوعية أصبح أمرًا لا مفر منه، ولطالما سمعنا عن تلك الطالبة التي حصلت على الدرجة الكاملة في القدرات أو ذاك الطالب «الفلتة» الذي ينقصه ربع درجة ليصل إلى المائة، أشخاصُ خارقون بالتأكيد, أم أن الخلايا العصبية في عمر الإنسان المبكر تدعمه في عملية الاستذكار؟ كل هذه تساؤلات تثار في ودان الشخص المتلقي والمختبر، فتلبسه حالة من الشك في الذات وريبة من النفس وخيبة في القدرات، ولوم الجينات المسؤولة عن معدل الذكاء، فلنتوقف عن جلد الذات لوهلة، فإن هذه الاختبارات-أقصد بها التي تقيس القدرة المعرفية بأقسامها الكمية واللفظية- تعتمد على «التكنيك» أكثر من المعرفة ذاتها، حيث يستلزم أن يحسب المختبر الوقت منذ البداية بأن يضع استراتيجية للاختبار ابتداءً من حساب عدد الدقائق المتاحة لكل سؤال وصولًا إلى الأسئلة «غير الذكية» والتي لا تتطلب تفكيرًا، فالأولى تأتي على الوجه الآتي، إذا كانت مدة الاختبار 25 دقيقة وعدد الأسئلة 25 فالزمن اللازم إعطاؤه لكل سؤال هو دقيقة فقط، وإن كان عدد الأسئلة أقل فعدد الدقائق يزيد تباعًا، مرحى, - هذا التطبيق العملي والحقيقي لمادة الرياضيات في الحياة- أما الجزء الثاني فيعتمد على مهارات تبنى مع الزمن والخبرة وكثرة التعرض لها مثل القراءة السريعة، وتحليل النص، ومعرفة المرادفات، فالقراءة والاطلاع على الأغلب من أهم أسباب تنمية هذه القدرات، نهايةً، من الأمور المساعدة بشكل فعال أن يبحث الشخص على حيَل و «تكنيكات» الاختبار المطلوب ولا تستهن بالشروحات على الانترنت وخاصةً على منصة اليوتيوب، فبعض الأسئلة للأسف من تفاهتها تجعل الشخص عاجزًا عن حها، على غرار سؤال، ل - م -س أيهم أكبر قيمة؟ فالإجابة لا توجد معلومات كافية، لأنها أحرف ولم تربط بقيمة أو رقم للمقارنة فيما بينها, فالكم التوفيق، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة.