محمد الخيبري
في لقاء تلفزيوني لأسطورة كرة القدم الهلالية والعربية والآسيوية «سامي الجابر» والذي أطلق من خلاله عبارة رنانة تم انتقاؤها بعناية فائقة وكان توقيت نطقه بها ذا أبعاد كبيرة وأن تلك العبارة لاتصدر إلا من شخص يمتلك نظرة ثاقبة وسعة ثقافة ويعي تماماً عمق معاني حديثه..
سامي الجابر النجم الأسطوري الكبير والذي عودنا منذ بزوغ نجمه في عالم كرة القدم على الحضور الإعلامي المميز في الإجابة على تساؤلات المراسلين من أرض الميدان ومدى قدرته في التعامل مع أحداث مابعد المباريات إعلامياً..
تحدث الأسطورة عن وجود بون شاسع فنياً بين الهلال وغريمه الجغرافي النصر وأن النصر غير منافس فعلي للهلال وأن استفادة النصر بمجاورته الجغرافية للهلال فقط ونيل الوهج الإعلامي والجماهيري من تلك المجاورة..
وأضاف أن بين الهلال والنصر «سنة ضوئية» تبعدهما عن بعض تنافسياً بالملاعب وأن التنافس بينهما لايتجاوز المستوى الإعلامي والجماهيري فقط..
هذا الكلام كانت له أصداءٌ واسعة على المستوى الإعلامي وتم التعاطي معه من الجانب الهلالي بكل حذر وهو ما تسبب في ولادة «أيدلوجية» جماهيرية جديدة لدى الجمهور الهلالي للابتعاد بهلالهم لما هو أبعد من مسافة «السنة الضوئية» وأن هذه المسافة هي بين الهلال وجميع الأندية المتنافسة..
عندما تتحدث شخصية كبيرة كـ «سامي الجابر» من الطبيعي أن يؤخذ حديثه بعين الاعتبار من الجانب الهلالي سواء على المستوى الإعلامي أو الجماهيري للبحث عن دلائل واقعية تدعم حديثه..
تاريخياً هناك بعض الوقائع والتي أجزم أن سامي الجابر بنى حديثه في ذلك اللقاء عليها وتعامل مع تلك الوقائع الجمهور الهلالي بشكل نموذجي مستغلاً تواجده الكثيف في مواقع التواصل الاجتماعي كتصريح الرئيس الراحل الأمير «عبدالله بن سعد» رحمه الله عن انتهاء المنافسة بين الهلال والنصر..
فلو عدنا للوراء قليلاً وفي مباراة تنافسية بين الهلال وأحد الأندية الأبطال الذين استطاعوا تحقيق لقب دوري المحترفين من أمام الهلال وكيف أن لاعبي ذاك الفريق وبعد نهاية اللقاء «خروا سجّداً لله» وذلك ليس لتحقيق فوزٍ عريض على الهلال وليس لتحقيق بطولة أو إنجاز وإنما لنهاية اللقاء بالتعادل من أمام الهلال..
أيضاً في عام 2018 إدارة أحد الأندية الجماهيرية الكبيرة تقدم مكافأة مالية للاعبي فريقها لتحقيقهم التعادل مع الهلال..
ردود الفعل المنطقية من منافسي الهلال هو من جعل ثقافة الصعود بالهلال عالياً لدى جماهيره وإعلامه وجعلهم يتعاملون بقليل من «الفوقية» والكثير من الغرور عاكفين على طمس هوية المنافس المحلي للزعيم العالمي وجعل مسافة «سنة ضوئية» بين الهلال وأقرب من يكون الأجدر لمنافسته..
وانعكس ذلك على نجوم الفريق الأزرق في ردة فعلهم المنطقية والهادئة بعد تحقيق أي منجز مهما كان حجمه عطفاً على ردة الفعل «الهيستيرية» من نجوم الفرق المنافسة في حالة الفوز على الهلال وليس بتحقيق منجز والشواهد كثيرة ومرصودة تاريخياً..
هذه بعض الشواهد التي تؤكد أن مجرد المغامرة بالزج باسم الهلال بمقارنة مع أحد الأندية «المتنافسة» أمرٌ غير مقبول لدى الجماهير الهلالية ولن أبالغ إن قلت هذا أمرٌ غير مقبول حتى إعلامياً..
قشعريرة ..
بين «السنة الضوئية والثقافة الهلالية» إعلام صادق وجمهور عاشق ونجوم أوفياء ورجال خدموا الهلال بكل اقتدار..