لكل موسم شعور مختلف وذكريات مستعادة وفي شهر رمضان الكريم، شهر الخيرات والعطاء، الشهر الذي يملأ قلوبنا بالإيمان والتقوى، ونفوسنا بالراحة والطمأنينة.
وفيه تختلف خارطة الذكريات من عام لآخر التي عشناها في هذا الشهر، فلكل منا ذكرى مميزة يحملها أو تجربة مختلفة عاشها، منا من اكتسب عادة ومنا من تجرد منها، منا من خاض في تحدٍّ ومنا من حقق ما كان في عمق التمني,
كيف لا ورمضان هو شهر الذكريات الجميلة والتحولات المؤثرة، ففي هذا الشهر الكريم تنتعش أرواحنا وتتجدد حياتنا ونتحول إلى الأفضل، يصفو القلب فيتنشط العقل. وفي لحظة تأمل تستعيد فيها ذكريات العام الماضي، التفاصيل التي قضيت فيها أيام الشهر، جمعة الأهل والأحباب، مشاريع الخير التي بادرت فيها، إنجازاتك الذاتية التي حققتها... والعديد من الذكريات الخاصة التي قد يستعيدها عقلك الآن، كما استعاد عقلي وقلبي الذكرى الخالدة لي من شهر رمضان الماضي، مع انتصاف أيام الشهر كانت لي لحظات مشرقة وعصيبة في آنٍ واحد، تلك الذكريات لأيام كنت أصنع فيها قرار نشر كتابي (كتابة المحتوى الرقمي)، وبحكم أنه الكتاب الأول فقد كنت في حيرة كبيرة في بعض تفاصيل العمل على الكتاب من اختيار الدار الذي أنشر فيه كتابي، وتصميمه وهيكلة الكتاب.
ومابين مشاورات بيني وبين المقربين، ابتدأ العمل به وخرج كتابي للنور، ولعله كان من أجمل الرمضانات التي لها ذكرى مميزة بتحقيق واحدة من أمنياتي الكبيرة بفضل وتسخير من الله والتي عاشت معي منذ طفولتي (أن أصدر كتابًا)، ولعلي أوجه رسالتي من هذه الخاطرة السريعة مفادها «في كل موسم وكل حين خلد ذكرياتك الجميلة وتذكر النعم التي عشت فيها، استشعر فضائل الله عليك، تيسيره، جبره لك، ومعيته معك في كل تفاصيل حياتك، وأوقاتك، أحلامك وطموحاتك، ليطمئن قلبك وتهنأ وتجدد الشكر». فتلك المواسم تأتينا في كل عام لتذكرنا بالنعم وأهمية شكرها وتعظيمها، ولتجعلنا نفكر في معاني الحياة وأهدافها، لنستمتع بكل لحظة، ونحتفظ بخارطة الذكريات الجميلة لنتذكرها ونعيشها في قادم أيامنا.