نهنئ أنفسنا جميعاً بقدوم شهر الخير والعطاء, شهر فيه تنهى الأنفس عن الملذات وتتقرب للباري بفعل الخيرات، يتم عادة تقليص عدد ساعات العمل في شهر رمضان لما لهذا الشهر من مكانة عظيمة لدى المسلمين ولتخفف العناء عليهم، جال في خاطري لما لا تتقلص عدد أيام العمل أيضاً ليس في رمضان فقط، فهناك دراسة عالمية حديثة حول تقليص عدد أيام العمل وذلك من خلال برنامج تجريبي قامت بها إحدى المنظمات غير الربحية مقرها نيوزيلندا- بمشاركة 33 شركة وكان عدد الموظفين 969 شخصاً كما أجريت تلك الدراسة في عدة دول منها الولايات المتحدة وأستراليا وأيرلندا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا وكندا طبقوا نظاماً مدته أربعة أيام أسبوع عمل بدلاً من خمسة أيام في برنامج تجريبي لمدة ستة أشهر فكانت النتائج باهرة.
شهدت فترة التجربة ارتفاعاً ملحوظاً في زيادة نسبة الإنتاجية ونسبة الالتزام وانخفاض في التكاليف التشغيلية للشركات وبالتالي ارتفعت الإيرادات بنسبة 8.14 % مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي، فقد قفزت الإيرادات بنسبة 37.55 % فمن الواضح أن تقليص عدد أيام الأسبوع يؤدي إلى تسريع عملية الإنتاج وهذا ما تطمح إليه الشركات.
وبلا شك هناك مزايا عديدة بالنسبة للموظفين حيث إن بإمكانهم أن يجدوا وقتاً كافياً لتطوير أنفسهم سواء من خلال حضور بعض الدورات أو ورش العمل أو الحصول على شهادات أكاديمية ومهنية في نفس مجالاتهم وينعكس ذلك بالإيجاب على كفاءة أدائهم الوظيفي والمهني، وأيضاً بإمكانهم أن يقضوا وقتاً ممتعاً مع أسرهم وأهاليهم وأن يمارسوا الرياضات بأنواعها أو الهوايات الشخصية فذلك يزيد من جودة حياة الموظف من الناحية النفسية والاجتماعية والعملية، وهذا ما نعيشه خلال شهر رمضان عادة.
أختم قولي: بأن تجربة 4 أيام في الأسبوع بدلاً من 5 حققت نتائج مذهلة وناجحة في كثير من الدول التي تبنت تلك التجربة، وفي ظل ما تشهده البلاد من تقدم في الناحية التكنولوجية والتقنية فمن السهل جداً أن تطبق هذه التجربة على خلال شهر رمضان وما بعده ولمدة محدودة فقط وبعدها يمكننا تقييم النتائج وأنا على يقين بأنها ستنجح والتجربة خير برهان.