رمضان جريدي العنزي
جائزة الملك فيصل العالمية هي جائزة عالمية أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1397هـ الموافق لعام 1977م، وسميت باسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتمنح للعلماء بعد اختيارهم تكريمًا لمساهماتهم البارزة في خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب والعلوم، تُعلن أسماء الفائزين بالجائزة عادةً في شهر يناير من كلّ عامٍ على أن تكون مراسم تسليمها خلال شهرين من ذلك الإعلان تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أو من يمثله وينوب عنه، وهذا العام سيكون حفل التسليم في مساء يوم الإثنين 20 مارس 2023، ويكون ذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمدينة الرياض بلغ عدد من نالوا الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها أكثر من 282 فائزًا يمثلون 44 دولة.
إن لجائزة الملك فيصل العالمية أهمية واستثناءً، في نشر ثقافة الإبداع، وتشجيع المبدعين والمتفوقين، والتعرف بهم، وشحذها للهمم والتحفيز لمزيد من طلب العلم وزيادة المعرفة، وهو ما يعكس أثرًا على المجتمع العالمي، إن هذه الجائزة العالمية تنمي المجتمعات وتطورها، وتسهم في إذكاء روح المنافسة الشريفة، وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية أبرزها التقدم في العلوم والمعارف ودفع عجلة التنمية والتطور بصورة متسارعة، بالإضافة إلى غرسها الثقة في نفوس المبدعين، إن الاهتمام بالمبدعين والمتميزين من خلال هذه الجائزة التشجيعية التي تتبناها هذه المؤسسة العملاقة ليس ترفًا بقدر ما هو عناية واهتمام لبناء المجتمعات والاستثمار التنموي فيهم.
إن الدور العالمي والرائد لهذه الجائزة أصبح واضحًا وبائنًا بشكل مميز وجلي، بل هي أمر جميل، ومصدر فخر واعتزاز لنا، كونها تجاوزت حدود الوطن والإقليم، إلى آفاق أرحب تشمل العالم بأسرة، كمحفز للإبداع والكفاح والتفوق، إن أهمية هذه الجائزة العالمية تستمد أهميتها من سبب وجودها، لكونها حافزًا يثري الساحة العالمية، وتلعب دورًا بارزًا في خلق روح المنافسة بين المبدعين العالميين، لقد أنفقت المؤسسة منذ إنشائها وحتى عام 1444 أكثر من 2.4 مليار ريال سعودي لدعم ركائزها المساندة، ومشاريعها الخيرية، ومنحها الدراسية، كما لها لجان مختصة بمراجعة الأعمال بدقة، وتتبع عملية اختيار الفائزين الدقيقة وفق معايير دولية، علمًا بأن الجائزة في كل فرع من أفرعها الخمسة تمنح مبلغًا وقدره 750 ألف ريال سعودي، وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطًا ووزنها 200 جرام، إضافة إلى براءة مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تحمل اسم الفائز وملخصًا لمبررات فوزه.
إنها الجائزة ذات المكانة الرفيعة عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، حتى أن كبرى الجامعات العالمية أصبحت تحرص على ترشيح أساتذتها لأن يفوزوا بالجائزة، وفق الله القائمين عليها وسدد خطاهم.