د.نايف الحمد
قبل أن يجف حبر قرار تزكية الأستاذ ياسر المسحل لفترة ثانية في رئاسة اتحاد كرة القدم السعودي تطايرت الأنباء حول مصير قضية التوثيق وآليات العمل التي بدأ فيها فريق مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية.
الشارع الرياضي بدت عليه الصدمة حول بعض التسريبات التي تحدثت عن اعتماد التصويت بدلاً من اتباع المنهجية المعروفة في مثل هذه الأعمال التي ينبغي أن تعتمد في استخلاص نتائجها على البحث العلمي والتاريخي وقراءة الأنظمة واللوائح المنظمة للبطولات، وكذلك ما يقدم من الأندية لدراسته والفصل فيه من قبل متخصصين موضوعيين مشهود لهم بالنزاهة والفهم العميق لطبيعة المهمة واشكالاتها، على أن يتم ذلك تحت مرأى ومسمع اتحاد اللعبة.
ولأنني أؤمن أن مثل هذا العمل لا يمكن أن يدار بآراء عاطفية وتصويت، وكأن البطولات منحة نعطيها من نشاء أو كعكة نتصارع على اقتسامها ما سيجعلنا أضحوكة أمام العالم، فإن من واجب الجهة التي تقوم بالإشراف على هذا المشروع أن تكون أكثر وضوحاً وشفافية، ولن يعفيها مشاركة أعضاء الجمعية العمومية أو الخبراء الأجانب من إدارة المشروع بطريقة منهجية صحيحة وعادلة كونه يخص الوطن وتاريخه ويمس المشجعون الذين ينتظرون الحقيقة دون تزييف.
في موضوع توثيق البطولات يبدو أن (دكاكين الأمية الكروية) كما يصفها الإعلامي الكبير الأستاذ/ تركي الناصر السديري أصبحت مولات كبرى تصدّر بضاعتها الكاسدة وتعبث بكل ما هو جميل في رياضتنا السعودية في غفلة من التاريخ؛ بعد أن تخفف الاتحاد السعودي من مسؤولياته وألقى بهذا الحمل على آخرين، وترك الباب مشرعاً لكل الاجتهادات والاحتمالات!
نقطة آخر السطر
رسالة من الوسط الرياضي لسمو وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة بضرورة تصحيح ما يحدث من لغط في ملف توثيق البطولات.. فهذا الموضوع لا يرتبط باتحاد الكرة لوحده، بل يمس الوطن وتاريخه الرياضي، وهو في الأساس ليس من الأعمال الأصيلة لاتحاد الكرة ويمكن لأي جهة تُكلّف من قبل الوزارة بتنفيذ المشروع.. لذا أرى أن من الأهمية بمكان أن يكون للوزارة دور مهم في تصحيح ما قد يعتري هذا الملف من ثغرات وأخطاء قد تفضي لاحتقان الوسط الرياضي في مسألة يعتقد الجميع أن تحقيق العدالة فيها أمر غاية في الأهمية.