عمر إبراهيم الرشيد
هلّ علينا هذا الشهر الفضيل والمدرسة الروحية والنفسية الكبرى، لنغتسل فيه من أدران قلوبنا على مدى السنة الماضية، فهنيئاً لمن أتمه وهو متعطر بالأجر خفيف من الخطايا. عظيم هذا الشهر بما يحمله من فرص لاكتساب الفضائل وكبح جماح النفس والبذل والصدقة. وحقيقة كم هو فخر لنا كمجتمع مسلم إطلاق حملة (جود الإسكان) لأنها من أقوى عوامل التكافل والتلاحم الاجتماعي والوطني، ولأن إخوتنا أولى بدعمنا لتأمين مسكن لهم يؤويهم ويحفظ كرامتهم.
والأمر الذي يدعو للفخر كذلك هو هذا الضبط والحوكمة وتيسير طريقة التبرع، وجعلها متاحة حتى لمن لا تتيح له ظروفه المادية التبرع بالكثير، حيث تبلغ قيمة السهم عشرة ريالات، وهذا المبلغ اليسير يستطيع حتى الطفل الصغير التبرع به، إذ حري برب الأسرة تشجيع أبنائه للتبرع لغرس فضيلة الإحسان في نفوسهم وقيمه وأثر الصدقة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً.
البيت سكن للنفس قبل الجسد، وارتباط بالأرض واستقرار يمكن المواطن من ممارسة عمله الوظيفي ونشاطه الاجتماعي بطمأنينة وبالتالي بقدرة على المساهمة في الناتج الوطني وخدمة دينه ووطنه والوقوف خلف قيادته. وحقيقة لا يحمي المجتمع من التشرذم والفرقة كالتعاضد والتراحم، والبذل لمن هم في حاجة إلى يد حانية تقيهم برحمة الله شرور العوز ووطأة الفقر. وكما قلت من قبل، فمنصة (جود الإسكان) بتقنيتها وضمن مئات التطبيقات وتعاملات الحكومة الإلكترونية التي انطلقت منذ سنوات، أقول هذه المنصة وغيرها تدعو حقيقة للفخر منذ شرعت العديد من الدول تقتفي وتستنسخ التجربة السعودية في الحكومة الإلكترونية الرائدة إقليمياً وعالمياً. الصدقة برهان كما ورد في السنة الشريفة، تدفع البلاء وتقوي أواصر المجتمع ليغدو مجتمعاً متماسكا عصياً على الاختراق. تقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم، وحفظ الله بلد الحرمين قيادة وشعباً وإلى اللقاء.