إيمان الدبيّان
قبل ألف وأربع مائة سنة فُرض الصيام على المسلمين، وباق هذا الفرض إلى يوم الدين، ركناً رابعاً وعملاً واجباً على كل من تتحقق فيه شروط الوجوب شرعاً مهما علا مكانةً وقدراً.
شهر رمضان هو شهر الفرص الدينية والاجتماعية والصحية والأدبية، تُكتسب فيه الحسنات، وتتميز به العبادات، وتُمحى السيئات، وتُفتح أبواب السموات ليقبل الدعاء، ويتحقق الرجاء، فترِقُّ القلوب ويُرأبُ صدع الخلافات والعيوب؛ لتزدهر صلة الأرحام وتتقارب الأفهام.
الصيام صحة للأجسام، وشفاء من الأسقام ترتاح لفترة به الأبدان وتطيب الأذهان إذا تم بأدبياته لا بمظاهر المجتمع وبعض فوضوياته، وما يصاحبه من تذمر لا يسر بل يضر فيكون الإنسان في حال عكر لم يفز بلذة الصبر ولا بثواب الأجر.
شهر الصوم ليس ملابسا بها نتألق، ولا زينة تعلق، وإن كنا نحتاج لها ترويحاً وتغييراً وكسراً لجفاف الحياة وللمناسبة تعبيرا؛ ولكن مضمونه أرفع وتشريعه أوسع. هذا الشهر العظيم احتواء لليتيم، وتفريج من الضيم تبذل به الصدقات وتُقضى للمعتاز الحاجات؛ طلبا للمغفرة والرحمة والعتق من النيران مقتدين بخير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
أدبيات تذكر ولا تحصى وعادات حسنة جمة لا تنسى نجد كثيراً منها في مجتمعنا ومن أولها وأهمها وليس آخرها، التبرعات المالية الكبيرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده في حملة «اكتتاب جود الإسكان الخيري» وكذلك الأمر الملكي بالعفو عن سجناء الحق العام لتكتمل أفراح أعيادهم وتجبر خواطر أهلهم وأبنائهم.
هذا هو رمضان في بلدي السعودية موطن الإنسان برؤية شاملة على كل جوانب الحياة عامة، تسهل قدوم المعتمرين وتهيئ المساجد للمصلين محققة أهداف وغايات هذا الركن الثمين الذي يسعى المواطن على اكتساب فرصه ديناً وعملاً رجاءً وأملاً، نستقبل ضيوف بيت الله حباً وكرماً ونتقبل من يتعايش معنا وإن اختلف دينه عنا فنحن بلد السلام والتعايش والبذل والاحترام، تقبل الله طاعاتكم، وجعل الحسنات في ميزان أعمالكم.