نِعم الله - سبحانه وتعالى - كثيرة وكبيرة وغالية، ومنها فرض صيام شهر رمضان المبارك، وكلنا يفرح بقدومه؛ من أجل أن يتفضَّل الله - سبحانه وتعالى - بقبوله؛ فالصوم لله وهو الذي يجزي به، وما أعظم الجزاء من الخالق الكريم المنان ذي الفضل والعطاء!
ولا تسأل عن هذا الجزاء، سواء في الدنيا أو في الآخرة؛ فهو ما لا يطرأ على بشر ولا تدركه العقول. وما أعظم الجزاء من رب الأرباب وخالق كل شيء ومدبره على أحسن تدبير! فصيام هذا الشهر المبارك تقربًا إلى الله - سبحانه وتعالى - ورجاء قبوله وما يقوم به من تلاوة لكتاب الله الكريم، وبعضنا يقرر قبل دخول هذا الشهر المبارك أن يختم القرآن بما يستطيع وأن يتدبره ويفهم معانيه، وهذه هدية من الله - سبحانه وتعالى - من أجل أن نقرأ ونحفظ ونتدبر كلام الخالق - سبحانه وتعالى.
وللصوم أحكام وفوائد لا تُحصى، سواء في صحة الإنسان وإعطاء إجازة لجسمه ومعدته لتعيد توازنها الصحي السليم، إلى جانب أن الصيام يُعتَبر تكافلاً اجتماعيًّا وإنسانيًّا وأخلاقيًّا، فترى كل واحد منا يقدِّم ما يستطيع، سواء للجمعيات الخيرية - وهي بفضل الله منتشرة في بلادنا العزيزة - أو الموائد الرمضانية التي تقوم بها هذه الجمعيات والمحسنون في هذه البلاد. وما أجمل ألا تخلو موائدنا في منازلنا من مشاركة الأقرباء والجيران والأصدقاء والعاملين في منازلنا! ما أجمل أن نجتمع على مائدة واحدة؛ ففي ذلك راحة واطمئنان وتقارب ومحبة! ولا ننسى إخوانًا لنا أصابهم الظلم والبعد عن بيوتهم وديارهم، فلهم حق المشاركة والمساعدة ومد يد العون لهم؛ لأننا في شهر الخيرات وشهر العطاء والبذل.
ونتمنى من أبنائنا وبناتنا ألا يضيع عليهم أجر القيام والصيام، خصوصًا بإضاعة الصلوات والنوم إلى حدود العصر أو المغرب، فالصلاة هي عمود الدين، وهي إن صلحت صلح العمل، وإن فسدت فسد العمل. نرجو الله الكريم أن يتغمَّد برحمته من لم يشهد معنا هذا الشهر الكريم، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه.