سلطان بن محمد المالك
التعلم والتدريب والبحث عن العلم والمعرفة عملية مستمرة ولا تنتهي بعلو منصب القيادي أياً كان منصبه في أعلى الهرم سواء في وظيفة قيادية حكومية أو في القطاع الخاص. ويخطئ بعض القياديين في تصوره أنه طالما وصل إلى منصب رفيع جداً فإنه لا يحتاج إلى تدريب وزيادة تعلم في مجاله، وهذا اعتقاد خاطئ جداً، فالقيادي في أمسّ الحاجة لأن يتلقى برامج تدريبية مكثفة ومتخصصة في مهارات القيادة التنفيذية في مجال العمل ومهارات والتواصل الفعَّال والظهور الإعلامي ومهارات التحدث أمام العموم في المناسبات والمحافل المحلية والدولية.
هناك العديد من القادة البارعين في عملهم يضعون أهدافاً سنوية لأنفسهم لتعلم مهارات جديدة تخدمهم في أعمال منشآتهم، فقد يكون التدريب ذاتيًا من خلال القراءة والاطلاع، أو تجدهم يتلقون تدريبًا في أعرق المعاهد والكليات والجامعات الإدارية المتخصصة أو من خلال العمل مع مدربين خاصين على انفراد (رجل لرجل)، وقد تسهلت المهمة مع التوجه للتدريب عن بُعد من خلال الشبكات الافتراضية.
الاتجاه الحديث لدى العديد من الجامعات والمعاهد العالمية المتخصصة بتقديم برامج تدريبية متقدمة في مجالات الإدارة هو وضع برامج مكثفة قصيرة المدة للقياديين في المنظمات الحكومية والخاصة تقديراً لانشغالهم بأعمالهم وضيق الوقت المتاح لديهم، منها برامج تتطلب التفاعل وجهاً لوجه، ومنها ما يمكن تقديمه افتراضياً، ومنها ما يكون موجهاً بشكل خاص لمنظمة معينة ويكون التدريب داخلها مع أحد المدربين العالميين.
اعتقاد بعض القيادات أن التدريب يكون لفئات الموظفين والمدراء في الدرجات الإدارية الأقل وليس للقيادات العليا هو فهم خاطئ، ومن المهم على المنظمات على تغييره.
خلاصة القول، أياً كان مكان التدريب ومحتواه فالمؤكد أن كل قيادي ومسؤول بحاجة ماسة لتلقي مهارات إضافية تساعده على أداء مهمات عمله خصوصاً عند التعيين في مناصب عليا جديدة أو مهمات جديدة.