سلمان إبراهيم الحوطي
أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما بمبادرة صينية باتفاق مُعلن بتاريخ 10 مارس 2023م في العاصمة الصينية بكين. يفتح التقارب السعودي الإيراني صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فيما يتوقع أن ينعكس هذا الأمر بخفض التصعيد والحد من التوتر في المنطقة في وقت يشهد فيه العالم توترات سياسية وعسكرية حسب التصريحات الرسمية.
يؤكد أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني بأن التقارب آثاره على المدى القريب والمتوسط قد تكون سياسية وأمنية ترتبط في المنطقة. ويشرح المشهداني بأن قد يكون لهذا التقارب آثار اقتصادية إيجابية ولكنها لن تظهر إلا بعد تخفيف العقوبات الأميركية والدولية على إيران مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن هذا الأمر قد يحصل خاصة وأن التقارب تم بوساطة صينية وليس أمريكية.
وأضرت إعادة فرض العقوبات الأميركية في عام 2018 خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالاقتصاد الإيراني مع الحد من صادرات النفط الإيرانية وتراجع القدرة على الحصول على العملات الأجنبية بحسب تقرير لوكالة رويترز. وأشار موقع الصرف الأجنبي الإلكتروني «Bonbast» إلى أن الريال الإيراني سجل السبت 447 ألفاً مقابل الدولار في السوق الحرة غير الرسمية مقارنة مع 477 ألفاً الجمعة الماضية.
وهبط الريال الإيراني إلى مستوى قياسي عند 601500 للدولار، في أواخر فبراير الماضي ولكنه عاد للارتفاع في الشهر الحالي (مارس) بعد تراجع التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني على ما يبدو مع زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى طهران. من وجهة نظري الشخصية أتفق مع ما قاله الدكتور عبد الرحمن المشهداني وأود أن أؤكد بأن «التأثير على الاقتصاد العالمي على المدى القريب والمتوسط سيكون محدوداً ًولكن في حال أن استمر هذا التقارب على المدى الطويل ستكون للرياض وطهران أهمية كبرى في خطط الصين ضمن مبادرة الحزام والطريق ما قد يعزز من الاقتصاد الصيني في حينها مع فرص اقتصادية كبيرة قد تشهدها المملكة العربية السعودية من خلال هذا التقارب تحديداً.
ما يجب ذكره أيضاً أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم توترات جيوسياسية غير مسبوقة حيث تنشغل القوى العظمى بالحرب في أوكرانيا تحركت الصين وهي الشريك التجاري الأول للمملكة العربية السعودية وإيران، إذ تستفيد بكين من أنها المشتري الرئيسي للنفط من كلا البلدين ولديها اهتمام باستقرار المنطقة من أجل مبادرتها لضمان انسياب بضائعها لقارة أوروبا وإفريقيا. وحسب تصريح وزير المالية السعودي ان الاستثمارات السعودية في إيران يمكن أن يحدث سريعاً بعد الاتفاق الذي وقع بين البلدين وهناك الكثير من الفرص للاستثمارات السعودية في إيران.
خطوات المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى تتجه نحو فتح آفاق جديدة وطي صفحات الماضي من المضي قدماً والعمل على تنفيذ برنامج رؤيتها «رؤية السعودية 2030» التي تسعى إلى ترجمتها إلى تحقيق أهداف إستراتيجية مما يجعلها من أوائل الدول المتقدمة في المنطقة.
** **
باحث أكاديمي وكاتب صحفي - مملكة البحرين