سلطان مصلح مسلط الحارثي
أثار الأمير الخلوق عبدالله بن مساعد عضو شرف نادي الهلال، بعض الجماهير الهلالية، بعد لقاء إعلامي، تحدث من خلاله عن آراء انطباعية، قد نتفق مع بعضها وقد نختلف، وهذا أمر طبيعي، طالما أن تلك الآراء شخصية، وطالما أنها قابلة للنقاش، والأخذ والرد، وفي النهاية كل رأي يُحترم ويُحترم صاحبه، فما بالكم وصاحب ذلك الرأي هو الرياضي عبدالله بن مساعد، صاحب السيرة الرياضية الكبيرة والعطرة.. صحيح أني أختلف معه على أن الكابتن ماجد عبدالله هو الأفضل على مستوى الكرة السعودية، فأرى أن سامي الجابر أكثر شمولية في داخل الملعب، وأكثر إنجازات محلية وخارجية، مع فريقه ومع المنتخب السعودي، كما أختلف مع الأمير عبدالله، في أن قوله أسطورة كرة القدم العالمية الأرجنتيني ميسي لن يضيف للهلال إعلامياً واستثمارياً، فقدوم ميسي لأي فريق سعودي سيضيف له على كافة الصعد.
لكن الذي لفت انتباهي أكثر حديث سموه عن لاعب المنتخب السعودي وفريق الهلال سالم الدوسري، حيث أشار الأمير عبدالله بن مساعد إلى أنه قياساً على أرقامه، لن يعارض أحدٌ لو لم يضعه من ضمن أفضل اللاعبين السعوديين على مر التاريخ، وتعليقاً على هذا الموضوع، أعتقد من خلال نظرة شخصية متواضعة، أن سالم الدوسري، منذ عدة سنوات، استطاع فرض نفسه من خلال الأداء المقنع داخل المستطيل الأخضر، رغم عدم التزامه في بداياته، ولكن تطور سالم الدوسري كان مذهلاً بشكل لايصدق ففي السنوات الماضية، استطاع الدوسري، أن يُسجل اسمه بمداد من ذهب في تاريخ الرياضة السعودية، سواء مع المنتخب السعودي، أو مع فريق الهلال، وأرقامه التي تغنت بها أكبرسلطة رياضية «فيفا»، ستبقى شاهدة على تميز هذا النجم على مر التاريخ الرياضي، وسيبقى اسمه يتردد طويلاً، فما قدمه، وما حققه مع فريقه ومع المنتخب السعودي يشفع له، ليكون واحداً من أساطير كرة القدم السعودية والعربية والآسيوية، ألا تكفي أرقامه التي حققها في كأس العالم للمنتخبات، وأهدافه التي سجلها في تلك البطولة، حيث سجل ثلاثة أهداف في كأسي العالم 2018 في روسيا، و2022 في قطر، وهذا الرقم لم يسبقه عليه سوى أسطورة كرة القدم السعودية سامي الجابر، الذي استطاع تسجيل 3 أهداف في 4 كؤوس عالم، وما حققه سالم في كأس العالم للأندية، وأهدافه في تلك البطولة عامي 2019 في قطر وفي 2021 بالإمارات، و2022 في المغرب، وما صنعه من مجد آسيوي، ومجد محلي؟ بلى، يكفي سالم الدوسري، هذا التاريخ الناصع، وأمامه سنوات قادمة، ربما يصنع فيها تاريخاً أعظم، وربمايكسر أرقام من سبقه من أساطير كروية سعودية، مرت على الرياضة السعودية، واستطاعت ترسيخ اسمها في ذاكرة كل رياضي، من خلال المنجزات الشخصية والجماعية التي حققوها.
سالم الدوسري، أسطورة هذا الجيل السعودي العظيم، ولا ينافسه على الأفضلية سوى زميله في المنتخب والفريق الهلالي، الكابتن سلمان الفرج، وهما يدخلان من ضمن قائمة أفضل اللاعبين على مر تاريخ كرة القدم السعودية، ولكن مايميز سالم الدوسري عن الفرج، هو تسجيل الأهداف في المحافل الكبيرة، وحضوره البهي في المباريات المهمة، بل قيادته لفريقه في المباريات القوية، وتفرده عن جيله، بأرقام يصعب على غيره تحقيقها، ولذلك يعتبر الكثيرون من الوسط الرياضي، أن سالم الدوسري، أسطورة كروية، استطاع فرض اسمه، وتخليده في ذاكرة الرياضة السعودية.
بقي أن نؤكد على أن سالم الدوسري، لو استطاع الانضمام للمنتخب السعودي في بطولة أمم آسيا القادمة والتي ستقام في قطر مطلع 2024، وانتزع لقبها الغائب عن الأخضر منذ سنوات طويلة، سينافس بقوة على صدارة قائمة لاعبي كرة القدم السعودية، وربما ينتزع الأفضلية من الأسطورة سامي الجابر، ويكون اللاعب الأول في الكرة السعودية، فهل الأمير عبدالله أصبح غير متابع للدوري السعودي، أم أن هذه الآراء محاولة لإظهار حياديته على حساب الهلال.
تحت السطر
- بحسب الإحصائية التي خرجت إعلامياً، وأكدت أن فريق الأهلي تعاقد مع 40 لاعباً منذ عام 2018 وحتى الآن، كارثة بحق هذا النادي الذي يعيش في حالة تخبط إداري وفني منذ سنوات.
- وعلى ذكر فريق الأهلي، أعتقد أنه يحتاج لعمل كبير حتى يعود لدوري روشن ويستمر، ولكن أشفق على هذا الفريق الكبير وعلى جماهيره،حينما أشاهد بعض الإعلام المقرب من الأهلي، وهو يرتمي في أحضان إعلام آخر، وآخر اهتماماته فريق الأهلي وجماهيره.
- هل وصل الحال باتحاد الكرة أن ينهي ملف توثيق البطولات بـ»التصويت» ويتجاهل اللوائح الرسمية؟ إن كان هذا سيحدث فعلاً فعلى رياضتنا السلام.
- ملف توثيق البطولات يحتاج للجدية وقوة الشخصية، فإن حضرت، انتهى الجدل، وانتهت هذه القضية التي أشغلت الوسط الرياضي منذ عقود، ولكن بطريقة اتحاد الكرة الحالية، لا أعتقد أن الجدل سينتهي، بل ربما يزيد الأمور تعقيداً.