الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
احتضنت الطائف بدعم من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت مظلة أكاديمية الشعر العربي، وفي فعالية «روي» المقامة بجامعة الطائف من 19وحتى 21 مارس، عمالقة الحوار بعد 40 سنة من أول لقاء دار بينهم في جلسة حوارية بعنوان: (الشعر قبل الإسلام).
أدار الحوار الأديب والإعلامي محمد رضا نصر الله حديثه بالقول: «إن وجودي في مدارس أجنبية لم يخرج البيئة الفلاحية التي نشأت وترعرعت فيها».
وقد دارت الجلسة الحوارية حول جمالية اللغة العربية، وأهمية القراءات الجديدة، وعن الانتحال الذي أصبح سائدًا الآن، وعن عفوية الإبداع ضد ثوابت الإتباع.
ثم بدأ الشاعر والمفكر أدونيس قراءته في الشعر ما قبل الإسلام بقوله: «إن أصولي الشعرية هي أصول الجميع التي نشأوا عليها قبل الإسلام وفي الارتباط بتلك الأصول التي هي غنية ومتنوعة ولا تنفذ بحيث أنها لا تكون جزء من التاريخ، بل التاريخ جزء منها، في مجلة شعر حرصت على الجاهلي القديم بسبب نشأتي في بيت عربي داخل الجزيرة وطفولتي ما بين الطائف ومكة والمدينة، فمن هنا تعلمت أن هذه الجذور هي أصولي لا أستطيع أن أنفصل عنها وإلا تدحرج شعوري بالريح».
ثم أكمل متسائلاً: «لماذا لا زلنا في حوار أفلاطون ونيتشه ومنهم قبل الإسلام لأن كتاباتهم لا تزال تطرح علينا أسئلة جديدة فهي كتابة لا تنفذ».
وعرج على الأوزان الشعرية وقال: «مع وجود الأوزان وكثرتها إلا أنها لا تزال لم تتسع لجمالية اللغة العربية؛ فالقصيدة تولد كاملة الروح والجسد وهذا هو ما يجعلني أكتب قصائدي غير مسبَّقة بشكل شعري مقنن، ثم إن الشعور والفكرة ينبجسان معًا فلو عدنا لدراسة الشعراء قديما فسنجد أن الشاعر هو مفكر أيضاً، فالشعر حركة حية متواصلة ومفتوحة إلى اللانهاية».
ولأدونيس رؤية مختلفة في الانتحال الشعري وفي شعر المرأة العربية اليوم: «لا أعتقد أن الانتحال يؤثر على النصوص الأصلية فأنا يهم من النص الأصلي وليس قائله، وأنا أفضل ما تكتبه المرأة العربية اليوم على المرأة في فرنسا لأنني أجد اختلافا في الكتابة المرأة العربية للشعر».