علي الزهراني (السعلي)
إن القصة أيها القارئ العزيز والمتابع المُلْهِم لي عالم جميل، فعندما يحوّل للقاص الجماد يستنطقه كما يقول أحمد شوقي.. ليكون حيّا لمن يشتمّ عطره قراءة هنا يبرز مهارة الكاتب، فعندما يبرز شجرة ذابلة، أوراقها متساقطة، ويجالسها شخصية ما يحادثها يطبطب عليها وتحن عليه للتناثر مع دمعاته
، وكذلك ترقص شخصية مع تمايل شجرة مورقة تبتسم كلما تحركت تلك يمنة ويسرة، وتتساقط دمعات الفرح من كليهما هنا نستطيع أن نطلق على ذاك القاص أنه بارع في التصوير، وما بين الشجرة الذابلة والشجرة الراقصة أحداث وصراع وحكاية من الألم والأمل يهتزّ القارئ لها ويتفاعل معها حتى عندما تنتهي قصة الكاتب يصرخ المتلقي يا الله ثم ماذا بعد؟! وهذه دنيا من التشويق يزرعه القاص في نفس قارئه أثرا وحركة وهو ما عبّر عنه الدكتور محمد يوسف نجم في كتابه (فن القصة) حيث يقول:
[القاص.. مبدع تزدحم الحوادث والشخصيات والأفكار والأحلام في رأسه، ولا يسعه إلا أن ينفخ فيها… لتتحدث بنعمة الحياة]
فما هي القصّة إذا حسب علمائها، سأسرد لكم بعضها:
- هي فن نثري يختص بسرد الأحداث المختلفة، التي تحدث بين شخصيات القصة، في زمان، ومكان ما، وربما تكون حدثت على أرض الواقع، أو من خيال المؤلف.
-القصة سرد واقعي أوخيالي لأفعال قد يكون نثرا أو شعرا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء.
-يقول (روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
-د. محمد يوسف نجم: القصة حكاية مختلفة
والآن سأفرد معنى القصة من وجهة نظر سعلية:
-القصة:
فن أدبي يسرد حكاية من المجتمع مختزلة، بذاكرة الكاتب ينثرها واقعا بخياله، يترك ختامها بعيني القارئ.
إذا دعونا نفصّل التعريف:
إن القصة فن من الفنون كالمسرحية والمقالة والشِعْر، وهكذا لها شروطها المعروفة التي سنكتبها لاحقا فهو سردٌ يقوم بكتابة أهم التفاصيل يعتمد فيها القارئ على فكرة حكاية سمعها، موقف، أثر صادفه في طريقه، مشاهدة فلم مخاطبة أب، خصام بين صديقين الشاهد من كل هذا أن القاص والكاتب يلتقط ما لا ينتبه له الآخرون فقط يبصر لوحة تشكلية سريالية رومانسية فن تجريدي وتبهره جانبا من جمالها ويبني عليها قصته، وهذا ما عبّرت عنه بالاختزال والذاكرة لدى القاص فهو من أهم أدوات القاص البارع يأخذ من موقف بسيط مادة لحكايته وفيها يجنح بخياله يتحكم في أحداثها ويشارك قرّاءه معها مع كل تفصيلة يكتبها وهنا مهارة يرتكز عليها الكاتب والمتلقي فهو أكيد شريك معه في النجاح…
هناك أشياء سنكملها بحول الله لاحقا في مقالات متصلة وتباعا حول فن القصة وكيف نكتبها فمعرفة الشيء أصل من أصول الثقافة نعم الثقافة ،وأدب رفيع.
سطر وفاصلة
اتقوا الله يا جماعة خافوا الله في الحضور إن القصة مثل السيدة الجميلة كلما كبرت ازدادت جمالا فأي تغيير في شكلها تعود قبيحة محدودبا ظهرها
يا مدرب القصة لا تشوه جمال القصة والشعر بحديث قرأته ونثرته على مسمع من الحضور، وهم يصفقون ثقة فيك وخيبة أمل فيما تقول، فالتدريب مهارة هو الآخر ففاقد الشيء لا يعطيه ، هذا على حدّ حلمي.