الثقافية - الكويت - علي بن سعد القحطاني - متابعة - هيئة التحرير:
أطلقت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية وبرعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح «حفظه الله ورعاه»؛ فعالياتِ دورتها الثامنةَ عشْرةَ تكريمًا للمبدعين من الشعراء والنقاد الفائزين بجوائز المؤسسة في الدورتين17 و18، واحتفالًا بصدور معجمِ البابطين لشعراءِ العربيةِ في عصرِ الدولِ والإمارات، مع احتفاءٍ خاصٍّ بالشاعريْنِ ابنِ سناءِ المُلْكِ وابنِ مَليكِ الحموي، وذلك يوم الأحد التاسع عشر من مارس الجاري بمسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي وتستمر على مدى ثلاثةِ أيامٍ والتي انتهت بحلول مساءِ يومِ الثلاثاءِ الحادي والعشرينَ من الشهرِ الجاري.
بدا الحفل استثنائياً بوقائعه وضيوفه، حيث أقيم تحت رعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح «حفظه الله ورعاه»، وافتتحه ممثلاً لسموه وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وسط حضور دولي حاشد من الأدباء والمثقفين والسياسيين ومن أصحاب الفكر العرب.
ورحب ممثل سمو الأمير في كلمة الافتتاح بالضيوف في بلدهم الثاني الكويت ناقلاً لهم تحيات سمو الأمير؛ معرباً عن تصرفه بتمثيل سموه في هذا المحفل الثقافي الكبير؛ قائلاً «إنه لشرف لي أن أنقل تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه - الذي تكرم وشمل هذه الاحتفالية برعايته».
ونقل المطيري تمنيات سمو الأمير لهذا العمل ولمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بأن تواصل دورها الرائد في خدمة الثقافة العربية واحتضان الشعر العربي ومبدعيه وحفظ التراث الشعري الذي هو بحق ديوان العرب وسجل تاريخهم.
وقال إن هذا الجمع وهذه التلبية لدعوة المؤسسة لهي اعتراف كبير لما لهذه المؤسسة من دور بارز وفعال في خدمة الثقافة العربية، انطلاقاً من وطن عُرف دائماً برعايته لهذه الثقافة.
دليل ساطع..
بدوره رحب رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ؛ الشاعر الدكتور عبدالعزيز البابطين بالحضور الكريم وبضيوف الكويت؛ معرباً في كلمته عن تقديره وامتنانه الكامل وامتنانه لتكرم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح «حفظه الله ورعاه» برعاية الدورة الثامنة عشرة لمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.
واستدعى البابطين في كلمته، رعاية أمراء الكويت لأعمال المؤسسة منذ ظهورها؛ مشدداً على أن رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد دليل ساطع على بصيرة حكام الكويت بقيمة الثقافة باعتبارها تجسيداً لروح الجماعة.
وقال «أحدثكم بصدق سعادتي كبيرة وأنا أنظر إليكم في هذه اللحظات المشرقة، وأنتم تملأون من جديد جنبات مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي هذا المكان العزيز على نفسي وعلى نفوس الكثيرين من الأدباء والمثقفين»؛ مضيفاً «تفتح لكُمُ الكويت بلادُ العربِ قلبَها قبل أبوابها، ويرحب بكم شعبُها الخَيِّرُ المسالم الذي آمن بالعطاء واجبًا وبالثقافة رهانًا، وتشملُكم رعايةٌ ساميةٌ من أميرها المفدى حضرة صاحب السموِّ الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه».
عرس ثقافي...
وقال رئيس مجلس أمناء المؤسسة مخاطباً الحضور «نلتقي اليوم في هذا العرس الثقافي لنكرِّم معًا المبدعين من الشعراء والنقاد الفائزين بجوائز مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في الدورتين السابعةَ عشرةَ والثامنةَ عشرةَ بعد أن أجبرتنا الجائحة العالمية على أن نؤجلَ هذا التكريمَ عن موعده؛ وأضاف: نلتقيكم اليوم لنحتفلَ معًا بصدور «معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات» ذلك العمل الموسوعي الضخم الذي يرصد حركةَ الشعر العربي ما بين سنة 656 حتى سنة 1215 هجرية الموافقةِ ما بين سنة 1258 إلى سنة 1800 ميلادية، وهي حقبة طويلة تزيد على خمسة قرون تَعرَّضَ تراثُها الأدبي والحضاري لكثير من حملات التشويه المتعمد وسوء الفهم».
حلم تحقق..
وأشار البابطين إلى أنه وعلى مدى أكثرَ من عشر سنوات وبجهودٍ دؤوبة لما يزيد على مئة أستاذ من نخبة الباحثين والدارسين والأكاديميين، علاوة على خمسمئة مندوب عملوا على جمع مواد المعجم من د اخل الوطن العربي وخارجه - نجحنا في أن نُخرج المعجم إلى النور في خمسةٍ وعشرينَ مجلدًا من القطع الكبير، تشتمل على تراجمَ ونماذجَ شعرية لنحوِ عشرةِ آلافِ شاعرٍ جُمِّعَتْ شَتَاتُ أخبارِهم وأشعارِهم مما خَبَّأَتْه بطونُ ألفي مصدرٍ ومرجع ما بين مطبوعٍ ومخطوط؛ موجهاً التحيةَ إلى فريق العمل الكبير من المستشارين والباحثين والمراجعين والمدققين، ومَن ساندهم من التقنيين والإداريين، على تفانيهم في الإخلاص لمشروع المعجم حتى بلغ غايتَهُ المأمولة.
وقال «لقد حَلُمْتُ قبل زمن بعيد ولا أزال؛ بأن أقدمَ للمكتبة العربية موسوعةً شعرية شاملة تَرْسِمُ معالم الشعر العربي وتكشف عن ملامحه واتجاهاته على مر العصور؛ فكان أولُ ما بادرت إلى التفكير فيه عقب إنشاء المؤسسة إطلاقَ مشروع المعجم، وكانت البداية مع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين سنة 1990 وقد صدرت طبعتُه الأولى بعد خمس سنوات، ولا تزال طبعاته تتوالى حتى صدرت الطبعة الثالثة سنة 2014 في تسعة مجلدات تضم نحو خمسمئةٍ وألفي شاعر، ويجري العمل حاليًّا على إعداد الطبعة الرابعة، لتصدرَ في العام القادم بإذن الله».
حسن طالع ..
وذكر البابطين أنه «ربما كان من حسن الطالع أن تبدأ فعاليتنا اليوم وتبلغ ذروة فعالياتها وأنشطتها يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من مارس، وهو اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة ليكونَ اليومَ العالميَّ للشعر والذي اعتدنا أن نحتفل فيه سنويًّا ومنذ سنة 2008 بمهرجان ربيع الشعر العربي، وهو أيضًا يوم الثلاثاء الثالث من الشهر، وهو اليوم الذي حددناه قبل عشرة أشهر موعدًا لانعقاد ديوان الشعر العربي بالكويت»، مختتماً بتوجيه التحية لمن شاركوا في هذا الحفل وما صاحبه من ندوات وأمسيات وتنادوا إليها من بلدانهم رغم انشغالاتهم.
هدف أساسي..
بدوره ألقى الدبلوماسي والشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة الحائز على الجائزة التقديرية لإسهاماته في إثراء حركة الشعر العربي؛ كلمة الضيوف شكر من خلالها رئيس مجلس أمناء المؤسسة على كريم الوفادة وحسن الاستقبال؛ معرباً عن سعادته بالتكريم الذي حظي به؛ واصفاً إياه بالوسام.
وقال خوجة في كلمته «إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم متحدثاً في هذا الحفل الكريم باسمي وباسم الضيوف الكرام »؛ مشيداً بجهود مؤسسة البابطين في دعمها اللامحدود للنشاط الثقافي داخل وخارج الكويت.
وأضاف «أن مؤسسة البابطين الثقافية تعد واحدة من أهم المؤسسات المختصة بالثقافة العربية في الكويت والوطن العربي»، مشيراً إلى أنها ومنذ إنشائها في عام 1989 حملت على عاتقها صون الموروث الثقافي والحضاري وتصويره بما يدفع نحو الإسهام والاستلهام؛ وحماية الشعر العربي والنهوض به؛ فقدمت العديد من الجوائز على مدار سنوات عديدة، هذا فضلاً عن إقامة الدورات في اللغة العربية والمخطوطات الشعرية والتراجم، وغيرها من الدراسات التاريخية التي تتعلق بالأندلس وتاريخ الشعر في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وأكد أن تكريم المبدعين من الشعراء يمثل هدفاً أساسياً من أهداف المؤسسة؛ وذلك وفاءً واعترافاً بجميل هؤلاء الشعراء الذين يحصنون بالكلمة روح الأمة من التشظي والانحراف؛ مضيفاً أن سنة التكريم أتت منذ اليوم الأول لعمل المؤسسة عبر إقامة الملتقيات والمهرجانات والأمسيات الشعرية بمشاركة آلاف الشعراء والأكاديميين والإعلاميين؛ وطباعة أكثر من 400 إصدار يعنى بالشعر العربي.
جسر إنساني..
من جانبها مثلت الشاعرة السودانية روضة الحاج الفائزين بجوائز المؤسسة وألقت قصيدة من ديوانها» إذا همى مطر الكلام» الحائز على جائزة أفضل ديوان شعر التي منحتها إياها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، أبانت من خلالها عن موهبة وجودة ودقة في الصور، وبساطة وجمال في المعانى، وحداثة وموضوعية في الأفكار، وروعة وسلاسة في الموسيقى الشعرية.
وتقدمت الحاج نيابة عن المكرمين بجزيل الشكر لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية على رعايتها للشعر والشعراء وأضافت قائلة : هذه المؤسسة امتد عطاؤها الجزيل على مدى أكثر من 30 عاماً، حتى تحولت إلى جسر إنساني.
وكانت الشاعرة والإعلامية السودانية روضة الحاج، قد فازت بجائزة أفضل ديوان شعري عن ديوانها «إذا همى مطر الكلام» من بين 124 منافساً، في حين فاز الشاعر عبدالله أمين أبوشميس من الأردن بجائزة أفضل قصيدة عن قصيدته «راحيل».
أما في فئة الشباب فقد فازت بجائزة أفضل ديوان، الشاعرة آلاء القطراوي من فلسطين عن ديوانها «ساقية تحاول الغناء».
وفي فرع جائزة أفضل قصيدة للشباب، فاز الشاعر زاهر حبيب من اليمن عن قصيدته «قبضة من أثر الذهول»
وذهبت جائزة أفضل كتاب في نقد الشعر للناقد مصطفى رجوان من المغرب عن كتابه ( الشعرية وانسجام الخطاب ) مناصفة مع الناقد الدكتور أحمد درويش من مصر عن كتابه ( استقبال الشعر )، فيما نال الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة من السعودية الجائزة التكريمية لهذه الدورة.
وتلقّت الجائزة مشاركة واسعة من مختلف أنحاء الوطن العربي، إذ بلغ عدد المشاركات أكثر من 826 في فروع الجائزة المختلفة؛ وبلغ عدد المشاركات في فئة أفضل كتاب في نقد الشعر 56 مشاركة، و124 مشاركة في فئة أفضل ديوان، وسجلت فئة أفضل قصيدة 341 مشاركة، بينما سجلت فئة أفضل ديوان للشباب 98 مشاركة، فيما بلغ عدد المشاركين في فئة أفضل قصيدة للشباب 207 مشاركين.
تكريم .. وشعر
شهد اليوم الافتتاحي للدورة تكريم الفائزين بجوائز الدورتين السابعة عشرة والثامنة عشرة بعدها أقيمت أمسية شعرية أولى أحياها عدد من الشعراء من داخل وخارج الكويت؛ حيث عرفت الأمسية مشاركة الدكتورة نسيبة بدر القصار من الكويت؛ وسارة الزين من لبنان؛ والدكتور عارف الساعدي من العراق؛ وحسين العندليب من الكويت؛ وأحمد حسن محمد من مصر؛ ومحمد تركي حجاز من الأردن؛ والدكتورة مستورة العرابي من السعودية؛ وتلى الأمسية جلسة حول «شعر ابن مليك الحموي وشاعريته» أطرها كلٌّ من د. عبد الله غليس الذي تناول بالحديث «التشكيل الجمالي في شعر ابن مليك الحموي»؛ بينما حاضرت د. إسراء أحمد فوزي الهيب من سوريا حول «ابن مليك الحموي.. حياته وشعره» وأدار الجلسة باقتدار د. طاهر الحجار، واختتم اليوم الأول بإقامة أمسية شعرية ثانية شارك فيها كلٌّ من أحمد بلبولة من مصر؛ وابتهال تريتر من السودان؛ وأسيل سقلاوي من لبنان، وحوراء الهميلي من السعودية، وسمية اليعقوبي من تونس، ومحمد البريكي من الإمارات، ومروة حلاوة من سورية، ووضحة الحساوي من الكويت، ووليد الصراف من العراق، وأدارها الدكتور فالح بن طفلة من الكويت.
مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية نظمت أمسيتين شعريتين
ولأن الشعر كل هذا؛ أحيت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في دورتها الثامنة عشرة الأمسية الأولى من أمسيات الشعر جملها بالحضور والمشاركة نخبة من الشعراء الشباب ممن تملكهم حب القصيد وآثرهم نظم المعاني؛ وقدم للأمسية د. الهنوف الهاجري وعطرها بالكلمات كلٌّ من الشاعر أحمد حسن محمد من مصر؛ وسارة الزين من لبنان؛ ود. عارف الساعدي من العراق؛ ومحمد تركي حجازي من الأردن؛ وأخيراً د. مستورة العرابي من السعودية.
البداية كانت للشاعر أحمد حسن الذي ألقى على المسامع قصيدة حملت عنوان «عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ»، بعد ذلك أعطيت الفرصة للشاعرة سارة الزين.
بعد ذلك ألقى الشاعر العراقي عارف الساعدي وقد كان حضوره مميزاً؛ وكلماته لامست شغاف قلوب الحاضرين؛ وغرقت قاعة المسرح في صمت عندما أخذ ينشد أبياتاً من رائعته «أجراس التائه» فتاه الحضور وسط المفردات الأنيقة والمعاني الجميلة التي حفلت بها القصيدة.
أما الشاعر الأردني محمد تركي حجازي فقد ألقى قصيدة بعنوان «تتهجد».
مسك الختام كان مع شاعرةٍ تلبسها الجمال حتى تفرد وتميز بها، وغاب عن شاعريتها العادي والمكرر؛ فأضحت بهية الحضور في المشهد الشعري السعودي والعربي عموماً؛ إنها الشاعرة الدكتورة مستورة العرابي التي تألقت بالأمسية الشعرية الأولى وشدّت الحضور بقصيدتها «نار الكلام» بمضامينها القوية ولغتها الشعرية العذبة وإلقائها بلسان عربي مبين.
تواصل فعاليات الدورة
بإقامة الأمسية الشعرية الثانية؛ التي أدارها الشاعر سالم الرميضي من الكويت؛ وأحياها كل من الشعراء أحمد بلبولة من مصر؛ وابتهال تريتر من السودان؛ وأسيل سقلاوي من لبنان، أحمد الهلالي من السعودية، وسمية اليعقوبي من تونس، ومحمد البريكي من الإمارات، ومرورة حلاوة من سورية، والحارس الخراز من الكويت، ووليد الصراف من العراق، وألقوا على مسامع الجمهور مختارات من قصائدهم المشبعة بألق اللغة، وجزالة العِبارات، بقصائد تصف الوجد تارة، والغياب تارة أخرى، وما بينهما تقف القصيدة في مطلعها لتروي حكاية الجمال الشِعري وإبداعاته.
وتبارى المشاركون في تقديم نصوص حافلة بالشعر وجماليات اللغة والصور البديعة في إطار متنوع بتنوع بيئاتهم، ورؤاهم ومدارسهم الشعرية، ورسموا لوحة شعرية مكتنزة بالدهشة والإبداع، نالت استحساناً كبيراً ولافتاً من الحاضرين.
نصوص حلّقت بالحضور في عوالم من الجمال والسحر بمواضيع تنوعت ما بين الغزل تحتشد بمفردات الشوق والحنين وتجارب تغوص في النفس البشرية والوجود وتحفل بالمعنى وحضور بديع للأوطان واستنطاق للأمكنة ورصد لمشاهد من الواقع عامر بالصور.
عطر الأنا..
البداية كانت مع الشاعرة ابتهال تريتر من السودان
بقصيدة «عطر الأنا»
مديح الليل..
أما الشاعر أحمد بلبولة من مصر فأمتع الحضور برائعته «مَديحُ النِّيل».
وتألق الشاعر الأنيق كعادته الدكتور أحمد الهلالي برائعةٍ من روائعه وبوحه الجميل الذي اتسم بالكلاسيكية ومحاكاة الوجدان.
وجاء دور الشاعرة اللبنانية أسيل سقلاوي لتبكي فراق الأحبة.
كما شارك في الأمسية الشاعر الحارث الخراز، إلى جانب سمية اليعقوبي من تونس التي أنشدت نصاً شعرياً يتحدث عن التحديات المجتمعية والعاطفية التي تواجه الأنثى في الحياة وكيف تواجه هي كل ذلك..
أما الشاعر الإماراتي محمد البريكي فأنشد :أهلاً يا كويت.
وجمع بين مكر الشيطان وقلب نبي في»مكرُ شيطانٍ ووعيُ نبي».
الشاعرة السورية مروة حلاوة أنشدت قصيدة في معارضة «ابن مليك الحموي».
وكان مسك الختام مع الشاعر العراقي د. وليد الصراف ومحاولاته الفاشلة لالتقاط الصور.
الجلسة الأولى حول ابن مليك الحموي.. حياته ؛ شعره وشاعريته
استهلت دورة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الثامنة عشرة سلسلة جلساتها والتي خصصت اثنتين منها للحديث حول تراث اثنين من فحول الشعراء العرب هما ابن سناء الملك وابن مليك الحموي؛ حيث أفردت الجلسة الأولى منهما لإلقاء الضوء على شعر ابن مليك الحموي وشاعريته أطرها كل من د. عبد الله غليس الذي تناول بالحديث التشكيل الجمالي في شعر ابن مليك الحموي؛ بينما حاضرت د. إسراء أحمد فوزي الهيب.
أدب ابن سناء الملك محور الجلسة الثانية
تواصلت جلسات الدورة الثامنة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية؛ بعقد جلستها الثانية والتي خصصتها للاحتفاء بالشاعرين ابن سناء الملك وابن مليك الحموي؛ وحملت عنوان «ابن سناء الملك.. وأدبه؛ وأدارها د. عبد العزيز سفر.
حركة الشعر واتجاهاته في المغرب والأندلس» .. محور الجلسة الثالثة
تتواصل سلسلة جلسات «معجم البابطين» وفضاءات الشعر العربي وهذه المرة في بلدان المغرب الإسلامي وبلاد الاأدلس؛ حيث جرى عقد الجلسة الثالثة وموضوعها معجم البابطين وفضاءات الشعر العربي في المغرب والأندلس؛ تحدث فيها كل من د. عبدالله محمد سالم الذي حالت ظروفه دون الحضور؛ ونابت عنه د. نور الهدى باديس من تونس في قراءة بحثه حول «حركة الشعر واتجاهاته في المغرب الإسلامي».
المحور الثاني من الجلسة قدمه د. محمد عبدالرزاق المكي وموضوعه «حركة الشعر واتجاهاته في الأندلس»؛ وأدار الجلسة د. سالم عباس خدادة.
البيانُ الختاميُّ للمشاركين
أيها الجمعُ البهيُّ، أسعدَ اللهُ أوقاتَكم بكلّ خير،
أقف اليوم في نهاية هذه الاحتفالية الباذخةِ للدورتيْنِ السابعةَ عشرةَ والثامنةَ عشرةَ من جائزة البابطين التي تعقد هذا العام في دولة الكويت المضياف، في عرين مؤسّسة البابطين برعاية أمير البلاد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد أناب عن سموّه معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري. بجهود استثنائية من صاحب السعادةِ عبدِالعزيز سعود البابطين؛ (الشاعر): الذي فاقَ كلَّ الشعراء بكريم خلقه, إذ كرّمهم وأغدقَ عليهم بالجوائز السَّنِية والألفة واللقاءات المنظَّمة العالية والغالية في ذروة الاحتفال بيوم الشعر العالمي.
وعبدُالعزيز البابطين (الدكتور العالم الجليل): الذي أسّسَ مكتبةَ الشعر الأولى في العالم العربي وربما في العالم كلِّه، التي تُعنَى بالشعر في مستوياته المتعدّدة، من جهة البحث العلمي والتأليف وتأريخ الأدب والنقد وتوفير المكان الذي صار بيتًا لكل القرّاء والمثقفين والشعراء العرب، فعقد أواصرَ المحبةِ والتلاقي فيما بينهم بجوٍّ من التنافس الأدبي الشريف السامق على مدى ثلث قرن، حتّى تواشجت العلاقاتُ الأدبيةُ والعلميةُ والإنسانيةُ ما بين أبناء الضاد، فصنعَ البابطين مجتمعًا خاصًّا بهم، هو مجتمع الشعر الجامع للأدب والنقد والثقافة العربية في كلّ بلدان العالم، وقد كان يطوّف في احتفالياته على الدول والعواصم والمدن لبث الإشعاع الثقافي، والتنوير بالشعر العربي، والعلاقة الإنسانية مع الآخر المختلف والمؤتلف.
فهذا هو عبدالعزيز البابطين المستثمر الكبير في اقتصاد المعرفة الموجّهة، لخدمة العربيّة لغة القرآن الكريم، ولغة الشعر العربي (الفن الأدبي الأبرز فيها) على مرّ العصور، وقد أقدمت مؤسّستُهُ العظيمةُ على رعاية الوعي المجتمعيِّ على مستوى تربية النشء، والتفاعل مع مناهج التعليم لأبناء العربية من الطلبة، ومنح الشهادات التدريبية في صناعة الشعر والتحرير الأدبي وصولًا إلى الكتابة البحثية والنقديّة الرصينة، بما يجعلُ هذه المؤسّسةَ متّصلةً اتصالًا وثيقًا بالمعاهد والجامعات ووزارات الثقافة وبرامج التنمية والأمانات العامّة للجوائز والمؤسسات والجمعيات والأندية والمراكز البحثية والمكتبات العامّة أو المشاريع الثقافية الخاصّة، والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والإعلام الجاد والهادف المتمثل بقناة (البوادي الفضائية) وهكذا يتكامل مشروعُ البابطين الإنسان والمؤسّسة؛ المؤسّسة التي صارت بحكمة هذا الإنسان الكبير (الشاعر العالم الجوّاد) أيقونةَ المؤسّساتِ العربيّة في مدى المؤسّسات الثقافية العالمية.
وأشكر جميعَ الزملاء من المشاركين عامة، وأعضاء لجنة البيان الختامي خاصة، الذين شرفوني بإلقاء البيان الختامي للمشاركين متضمنًا توصياتٍ رأينا أن تُذكرَ في هذا المقام أُجمِلها فيما يأتي:
1 - رفع برقيات شكر واعتزاز ومحبة باسم جميع المشاركين والضيوف إلى مقام أمير البلاد سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وإلى معالي وزير الثقافة، وإلى سعادة رئيس مؤسسة البابطين الثقافية.
2 - الاستمرار في السُّنة التي دأبت المؤسسة فيها على تحديث معاجم الشعراء المعاصرين، لاستيعاب الأسماء والتجارب الجديدة.
3 - الانفتاح على الأشكال الشعرية الحديثة من جانب، والحقول البينية المتصلة بالشعر من جانب آخر.
4 - تعميق الاهتمام بالشعر والشعراء في الثقافات المتاخمة للثقافة العربية، وفتح آفاق المقارنة واستجلاء التأثير والتأثر.
5 - تنمية التلقي العربي للشعر من خلال الفنون الأدائية (الغناء والمسرح)، وبصريًّا من خلال الفنون التشكيلية، وما يستجد في مجالات التقنية، والذكاء الاصطناعي.
6 - استمرار مبادراتِ المؤسسة في تمتين الوشائج بينها وبين المؤسسات المماثلة في الوطن العربي، ودعمِ المبادراتِ الأكاديميةِ التي يكون النشءُ مِن مستهدفاتها في جميع مراحل التعليم.
7 - العمل على ترجمة المعاجم الصادرة عن المؤسسة إلى اللغات الحية والمؤثرة في العالم.
8 - إصدار مجلة شعرية ثقافية شهرية تقوي تواصل الشعراء والنقاد مع المؤسسة.
9 - تيسير وصول الباحثين من مختلف أنحاء العالم إلى المعجم بإصدار نسخ إلكترونية مجانية منشورة على موقع المؤسسة، بأدوات وخيارات بحثية متطورة وذكية.
10 - تخصيص منح بحثية لدراسات الشعر العربي لاستقطاب الدارسين من ثقافات مختلفة.
11 - استمرار المؤسسة مشكورة في تعميق الشراكات مع الجامعات والمراكز العلمية في العالم.
وختامًا فإننا نزفُّ التهاني والتبريك لمؤسسة البابطين الثقافية على نجاح هذه الاحتفاليةِ المدشِّنة لزمنٍ جديد بعد جائحة كورونا، فقد أقيمت هذه الدورة بجهود صادقة ومباركة من الراعي الأول المؤسّس الدكتور عبد العزيز البابطين، وسعادةِ الأمين العام للمؤسسة الأستاذ عبد الرحمن خالد البابطين، وإشراف وتنفيذ مميز من جميع المنتسبين إلى هذه المؤسسة، كلٌّ في موقعه تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب، وإدارته، التي لمسناها خلال دورتي التحكيم والاستقبال والضيافة والختام.
كلمة د. عبدالعزيز البابطين الختامية
وفي نهاية الفعاليات وجه رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ؛ الشاعر الدكتور عبدالعزيز البابطين، كلمة ختامية للضيوف قال فيها:
أيها الأعزاء
كالبرق الخاطف مضت أيامُ هذه الدورة التي سعدنا فيها بحضوركم البهي، وملأتْ نفوسنَا الألفةُ بوجودِكُم بيننا في بلدكم: الكويت وفي داركم: مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
كانت بحوثُكُم ونقاشاتُكُم مصدرَ ثراءٍ وإغناءٍ لعقولنا، وكانت قصائدكم سببًا في بهجتنا وإمتاع أرواحنا.
شكرًا على وجودكم معنا في هذه الأيام السعيدة.
ونرجو أن نكونَ قد حققنا ما أردناه من هذه الدورة عبر جلساتِها وأماسِيها وإصداراتِها التي نُهديها إليكم وللقارئ العربي في كل زمان ومكان..
ضيوفنا الأعزاء
نعدكم بأن نكون دائمًا عند الوعد وأن نواصلَ رحلتَنا مع الإبداع العربي الأصيل، وأن نمضيَ في طريقِنا بالحوار والتفاهم والدعوة إلى السلام العادل.
نودعُكُم وقلوبُنا معكم ونعلمُ أن قلوبَكم معنا في لقاءٍ قريبٍ وحدثٍ ثقافي جديد بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.