بكل محبة وتقدير وشكر تلقيت نسخة من أحدث المؤلفات عن الرس تحت (ومشيت في مناكبها) لمؤلفه رجل الأعمال والرحالة الأستاذ (صالح بن محمد بن علي الحماد). الكتاب يضم مجموعة من المذكرات عن حياة مؤلفه الحماد، ويحكي بعض التجارب التي مر بها في حياته العمرية وما تخللها من تعليم وتجارة وسفريات مما كان له صدى واسع في مجتمع أهالي الرس وإعجابهم بما يحتويه من معلومات ثرية ومميزة، وسوف أتطرق بشكل مختصر ونعرض بعض النقاط المهمة الرئيسية بين دفتي الكتاب من معلومات ومواقف وقصص ورحلات حصلت له شخصيًا مع أقاربه وأصدقائه وعائلته. وهذا المحتوى يعطينا دروسًا خاصة لأجيال المستقبل، كما تحدث عن حياة أهالي الرس في الزمن الماضي مقارنة بالوقت الحاضر وما تنعم به بلادنا من خيرات وتطور في عهد قيادتنا الحكيمة.
ونظرًا لما يحمله الكتاب من فوائد وذكريات ومواقف تتنوع فيها الكفاح والطرافة ورحلاته داخل المملكة وخارجها ومعاصرته لكبار السن والعيش معهم والاستفادة من تجاربهم منذ طفولته، بعدها يتطرق للحديث عن الرس وما فيها من إرث تاريخي والأحداث التي عاصرها في مراحل حياته.
أعود وأقول إن الكتاب جميل وشيق عندما يتم الاطلاع لا تشعر بالملل وتضيف له الصور والبيانات جمالاً وروعة، وهذا ما شعرت به شخصيًا وأنا اطلع عليه وقد عشت وأنا أقرأ فيه بفوائد عديدة بطريقة أسلوبه وطرحه المميز.
بداية قدم للكتاب سعادة السفير واللواء المتقاعد (صالح بن محمد صالح الغفيلي) والذي تحدث (بأن أهم ما يميز هذا الكتاب الأسلوب السهل الممتنع، وجه فيه الحماد رسالة عن سيرة حياته لأبنائه وأحفاده بصدق ووضوح وكأنه يقول لهم هذا أنا وهكذا كنت وما تعلمونه عني أكثر وأبلغ، ترى هل ستقرؤونه؟ آمل ذلك بارك الله فيكم وأصلح أمركم).
الكتاب تصمن أربعة فصول رئيسية.
الفصل الأول تحدث فيه عن حياته الاجتماعية وشؤونه الخاصة.. والفصل الثاني عن حياته العملية والحكومية والتجارية. والفصل الثالث عن بعض مواقفه وذكرياته التي مرت عليه أو عايشها.
الفصل الرابع شمل بعض الصور والمستندات والوثائق التاريخية والصور الشخصية والتوضيحية ذات العلاقة بمحتوى الكتاب. ويذكر المؤلف بأن كل ما ورد هو من ذاكرته ولم يرجع لمصدر أو مرجع معيَّن وقد يستعين بصديق ويشير له بالهامش في حينه ومكانه، لذا لن يكون هناك شيء ثبت بالمصادر والمراجع، ويأمل المؤلف أن تكون هذه السيرة مرجعاً لمؤرخي النهضة السعودية المباركة في المملكة عامة والقصيم خاصة والرس على وجه الخصوص من خلال الاستطرادات والتوسع قي التفاصيل والأكثار من أسماء الشخصيات ورفقاء الدرب. ويذكر بأنه وضع له عناوين جانبية لكل فقرة وفكرة ليسهل على القارئ الوصول للمعلومة التي يريدها أو يتجاوزها وعنون لهذا الكتاب بمسمى (ومشيت في مناكبها) تيمناً بقول الله تعالى في كتابه الحكيم (فامشوا في مناكبها)
باختصار ذكر مشرفو الكتاب بأن ما يحمله من مذكرات الشيخ صالح محمد علي الحماد بداية نبذة من حياته، فهو من مواليد الرس عام 1359 هجري.
نعود ونقول إن هذه المذكرات ضمنها كواليس الإدارات الحكومية التي عمل بها خاصة المدارس والضمان الاجتماعي والوحدات الزراعية في سنوات السبعينات والثمانينات الهجرية ثم عن الأحداث التي شاهدها وعاصرها كسنة الهدم وتاريخ انتشار السيارات وكيفية الحج ذاهبًا وإيابًا ونظام المدارس والتدريس في عصره، كما ضمنها قصص وحكايات وطرائف واقعية كان بطلاً فيها متبعاً أسلوب لزوم ما يلزم في مجال التوثيق بتفصيل المفصل وتوضيح الواضح بأسلوب جميل دون ممل.. انتهى الكلام للمشرفين..
في خاتمة الكتاب ذكر المؤلف عن ما بذله من جهود عن أبرز مذكراته وأن الأهم لديه وضعه بين يدي القارئ والرضاء عنه وكل أمانيه الاستفادة من معلوماته. ذكر بأن هدية أقدمها للعائلة والأولاد والأحفاد ويعتذر عن أي قصور يحصل رغم اجتهاده كأول تجربة وحسب معرفته الشخصية، كما وجه شكره وتقديره لبعض الإخوة أصحاب الاختصاص في التدوين والتأليف حتى خرج بهذه الصورة، ووجه شكره لكل من سليمان عبد الله الرشيد والأديب عبد الله صالح العقيل وعبد الله عبد الرحمن الرشيد والمنسق ناصر عبد العزيز الصقعبي الذين اطلعوا على مسودة الكتاب الأولى وشجعوه على استكماله ونشطوا في ذاكرته بأسئلتهم وتعليقاتهم على المسودة، كما شكر سعادة السفير اللواء المتقاعد صالح محمد صالح الغفيلي الذي تكرَّم مشكورًا في مقدمته الجميلة لهذا الكتاب، كما شكر الناصح الأمين الدكتور عبد الله عبد الرحمن الصالحي مالك مطبعة (نوافذ التميز) وحسن توجيهاته ونصائحه ولكل منسوبي المطبعة على تعاونهم، وأسال الله أن يجزيهم خير الجزاء. وأنا بدوري ومن خلال معايشتي مع هذا الكتاب أنصح بالاطلاع عليه وما به من معلومات شيقة ومفيدة.
علمًا بأنه يتم الآن بيعه في بعض مكتبات الرس ونسأل الله التوفيق للجميع...
** **
منصور الحمود - الرس