علي الصحن
يُفترض أن يكون الاتحاد السعودي جاهزاً لعملية توثيق البطولات، وأن يكون في أرشيفه ما يحفظ حقوق كل نادٍ، وأن يكون تاريخ بطولاته بمختلف مسامياتها محفوظًا وجاهزًا لتقديمه في أي لحظة، وأن يكون قد تعاون مع الجهات التي أشرفت على المسابقات السعودية قبل ولادة الاتحاد عام 1956م، وقد قلت في مقال سابق إن: «توثيق البطولات لم يكن لازماً لو كان لدى الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية سجلات موثقة، وملفات واضحة لجميع البطولات التي أقيمت منذ انطلاقة الرياضة السعودية، كان يكفي أن يقدم كل اتحاد إحصاءات لبطولاته الرسمية ويستخلص الناس النتائج بلا لجان وفرق عمل، أما وقد عز ذلك على الاتحادات فقد كان لزاماً أن يكون هناك فريق توثيق، لا لتقديم البطولات الرسمية فهذه متفق عليها، وليس للتعريف بالفريق الأول فذاك أمر أجمع الناس عليه، ولكن لاستبعاد بطولات الحواري والمدارس والسداسيات والمسابقات الرمضانية والبطولات السنية والمنافسات الودية من السجلات الرسمية، وتقديم وثائق يُعتد بها تتضمن بطولات موثقة لها ضوابطها ويعرف الناس منافساتها وتملك جميع الأندية حق المشاركة بها».
توثيق البطولات يجب أن يكون مهمة اتحاد الكرة وحده، ومن يراه من الجهات الرسمية المحايدة، دون إدخال الأندية في الموضوع إلا من باب طلب بيانات أو وثائق قد تكون ناقصة أو غير متوفرة لدى الاتحاد، كما يجب أن يكون احتساب البطولات وفق مسطرة واحدة لجميع الأندية السعودية، وليس للأندية الممتازة وأندية الدرجة الأولى فقط، هذا مع قناعتي التامة أن أي توثيق أياً كان مصدره لن ينهي الجدل، ولن ينهي المزايدة على أرقام البطولات الذي يقوم به البعض، «ذلك لأن الجدل لم يكن قائماً على أسباب علمية وحجج منطقية، ولكنه قائم على هوى، وما آفة الرأي إلا الهوى، وصاحبه لا يمكن أن تقنعه، ولا فائدة من محاججته والدخول معه في نقاش لا ينتهي، وجدل ممدود إلى ما لا نهاية».
التوثيق مهما كانت أدلته ومستنداته لن يرضي الجميع، التشكيك سيطاله كما نال التوثيق السابق، وسيواصل حراج البطولات الذي جعل منسوبي بعض الأندية يختلفون في عدد بطولاتها وكل يضع الرقم الذي يناسبه، وجعل من ناديين بطلين لبطولة واحدة في موسم واحد.
على كل حال.. يعرف كل نادٍ تاريخه وبطولاته، والجميع يعرف من هو صاحب الصدارة ومن هو الأكثر بطولات وأعلى أرقاماً بين الجميع إن بالبطولات الرسمية الموثقة، أو بها وبالبطولات الحبية والودية والمدرسية معها، فالشمس لا تغَطَى بغربال كما يقال، في النهاية سيثبت التوثيق المثبت وسيؤكد المؤكد ويعرف بالمعرف.
* * *
«شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»
أتشرف بتهنئة الجميع بحلول هذا الشهر الكريم، جعلنا الله من صيامه وقوامه، وأن يتقبل من الجميع طاعاتهم، وأن يحفظ بلادنا وقيادتنا وأمننا.